Friday, August 1, 2008

الحجاب والاسترتش!

عبير صبري
خلعت الحجاب.. لن ترتدي الاسترتش

September 2007


الأخت عبير صبري العائدة من رحلة الحجاب، تطمئن جموع الإخوة والأخوات الواجفين والواجفات، بأنها خلعت الحجاب فقط، لكنها لن ترتدي الاسترتش.. لا أعرف ما علاقة خلع الحجاب بارتداء الاسترتش، ليس شرطا يا أختي أن تخلعي الحجاب، أن ترتدي الاسترتش تاني يوم، ممكن بعد أسبوع، بعد العدة الحجابية، ليس مطلوباً التحرك من الشمال إلي اليمين والعكس في شوارع القاهرة المزدحمة بالفتاوي الطائشة، حاسبي فتوي تخبطك


التصريحات القاطعة للاسترتش، جاءت رداً علي تخرصات كاذبة قيلت بحق الأخت عبير، زعم فيها المرجفون أنها سترتدي بدلة رقص في أول أفلامها بعد العودة من رحلة الفضيلة.. عبير بريئة من الرقص وبدل الرقص، وصورت أول مشاهدها في مسلسل «قيود من نار» بالترننج سوت - علي حد وصف محرر صفحة «فنون» - بـ«الجمهورية».

ياما في الاسترتش مظاليم، عبير ترفض الابتزاز أو المزايدة أو التطفل عليها بعد خلع الحجاب، ونحن أيضاً نرفض كل ما ترفضه عبير، وهذا حقها، فالحياة الخاصة مصونة، ولكن عندما تكون خاصة، لا أعتقد أن حجاب عبير كان خاصاً في يوم من الأيام، صدعتنا بحكاية الحجاب، وكيف تحجبت، ولماذا تحجبت، وتحت ظلال الحجاب، وجاني في المنام لابس أبيض في أبيض وخد بإيدي، وقلت له أمرك يا سيدي.

عبير كانت تتعمد الظهور بحجاب روش، وهو نوع يبين مفرق الشعر ويغطي الباقي، مع مكياج كامل وضحكة واسعة مجلجلة علي الشاشة الصغيرة، حجاب وما هو بحجاب، حجاب سينمائي علي بنطلون جينز مثل محجبات الكورنيش اللاتي يرسمهن الفنان الكبير مصطفي حسين، علي الصفحة الأخيرة في الأخبار


لأيام وشهور، عشنا وشفنا، عبير اتحجبت.. عبير خلعت.. عبير لبست، حجاب.. استرتش.. بكيني، المهم عبير مثل كل الفنانات المحجبات لا تحتمل الغياب عن الصورة، تموت، تكتئب، كيف يمر يوم بلا خبر، ولا طلة، الحجاب غياب، حتي عندما أفلست فضائياً وسينمائياً كتبت مقالات نسوية في «صوت الأمة» بقلم: عبير صبري، مع صورة بالحجاب.

عبير لم يرغمها أحد علي الحجاب، ولم يدفع لها أحد مقابل الحجاب.. متعهدو تمويل عمليات تحجيب الفن المصري أنجزوا مهمتهم قبل ظهور عبير وأخواتها، وبعد حنان ترك حقيقة لا توجد ممثلة مطلوب تحجيبها، كلهن محجبات طبيعي.

أيضاً لم يطلب منها أحد خلع الحجاب، ولم يدفع لها أحد مقابل ارتداء الاسترتش، وكما لم ينهها الحجاب عن برامج هالة سرحان، لن يمنعها الاسترتش من تقديم برنامج ست الستات، أو كتابة المقالات مع صورة بلا حجاب.. المهم ألا تغيب، إن غابت تغرق في بحر النسيان.

تقول إنها خلعت اقتناعاً، ربنا معاكي يا عبير، احتملناك بالحجاب، مؤكد سنحتملك بالاسترتش، معلوم أن الحجاب لم يصد أدواراً فخلعتيه، كل محجبات الفن علي تلك الشاكلة، لا تطيق الممثلات صبرا علي الحجاب، خاصة في الأعمار الصغيرة، جيل شادية وسهير البابلي كان في الأواخر، ويا حسن الختام.

الجمع بين الحجاب والبطولات معادلة مستحيلة، قوانين السينما، قوانين السوق، الجمهور، حتي المنتج مستعد لدفع ثمن الحجاب مرتين، دورين، مرة بعد ارتدائه ومرة بعد خلعه، لا توجد مرة ثالثة، لايوجد دور إضافي، بقية الأدوار لها ناسها. ه

حمدى رزق - المصري اليوم

2 comments lost

1 comment:

هالة منصور said...

مبروك عليكى تخلصك من الحجاب