الحرب علي الوهابية
الانهيارات الحضارية والفكرية الكبرى والانحطاط السلوكي، في تاريخ المنطقة المعاصر، حدث مع صعود الحقبة السعودية، وما رافقها من تمدد وهابي في المنطقة. وتعتبر الوهابية البترودولارية مسؤولة كلياً عن هذا التردي الشامل الحاصل في البنية المجتمعية والمعرفية في المنطقة. فبعد أن انتشرت الثقافة الوهابية (الحجاب، الجلباب، النقاب، احتقار المرأة، الجلد والرجم وقطع الرأس، اعتزال الفنانات وتحجيبهم، فوبيا الجنسي، فتاوى التكفير والقتل وجز الرقاب، فقه البعير والإرضاع.....إلخ)، انهارت البنية الأخلاقية التقليدية لهذه المجتمعات. ولا أدل على هذه الحقائق القاتلة سوى ما حصل في مصر التي يمكن أن نأخذها كنموذج عن الهزيمة المدوية للمشروع التنويري والتحديثي في المنطقة. مصر التي كانت تمثل سابقاً ثقلاً حضارياً هائلاً في المنطقة، وكانت تشع فكراً وأصالة وفناً وإبداعاً وتصدره لدول الجوار أضحت اليوم في وضع يتطلب الشفقة والرثاء. ومن يتذكر الفترة الليبرالية والتحديث التي سادت في مصر الخمسينات والستينات الزاهية ويقارنها بمصر اليوم، يدرك حجم المأساة والكارثة التي أوصل زعماء اليوم مصر إليها عبر تواطؤ مفضوح لجر مصر إلى مذبح الوهابية، ويصاب عندها بالخيبة والدهشة والإحباط. لقد تحولت مصر اليوم إلى مجرد إمارة إسلامية تدور في الفلك الوهابي. ومن يتابع القنوات الإعلامية والتلفزيون المصري، الذي أرسى قواعد نهضته الوهابية العامرة صفوت الشريف وزير الإظلام والإعتام المصري، لا يكاد يفرق بينه وبين القناة الأولى السعودية وتختلط عليه الأمور حقاً. مصر التي كانت تصدر الفن والشعر والأدب والأدباء ورجال المواقف، صارت دولة بائسة ومعوزة تصدر الفتاوى المضحكة وتستورد شيوخ التكفير والإرهاب والفتاوى واللحى المخجلة وترعى محامي الجماعات الإسلامية وشيوخ الحسبة والتكفير. ويستطيع المرء اليوم وبكل بساطة، أن يضع على العلم المصري الزبيبة والسيف والجلباب والحجاب ليعبر عن واقع حال مصر، بدل النجمة التي تشع نوراً (كانت ذات يوم في العلم المصري)، أو النسر الذي يضخ الشموخ والإباء، والذي يجب أن نضع بدلاً عنه بعيراً يتبول في النيل الخالد كأفضل تعبير عما آلت إليه الأحوال.
لقد ارتضى ساسة مصر الحاليون لبلدهم هذا الواقع المهين والمذل، فبعد أن كانت قوة إقليمية كبرى تقود سياسات المنطقة وتوجهها، صارت مجرد جرم سياسي متناه في الصغر، تائه ويدور في الفضاء الوهابي، بعد أن أغدق المال الوهابي على مصر وأفقدها ريادتها التاريخية للمنطقة. وكم أنظر ببؤس وشفقة على المدعو حسنين هيكل وهو "يفصفص" تاريخ المنطقة، وينظر ويؤدلج للناس، مغفلاً ما آلت إليه مصر من واقع مزر على أيدي الوهابيين بحيث صارت تنتظر وزارة الخارجية المصري موقف ورد الفعل السعودي، على أي حدث في المنطقة، لتقوم بإصدار موقفها الذي لا يخرج بحال عن التصور الوهابي، ولا تتحرك سياستها اليوم إلا وفق الهوى الوهابي وما يصب في طواحينه. ولم يعد ينقص مصر، في الحقيقة، ولتتفوق على السعودية وهابياً، سوى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمل كل الأمل بالرئيس المؤمن حسني مبارك وشيوخ الأزهر الأبرار للإقدام على هذه الخطوة الوهابية الرائدة الفريدة، ليأتي على ما تبقى من روح وأمل في مصر، ولكي نقول رحم الله مصر، ووداعاً يا مصر الحضارة.
لقد اشتهرت المملكة العربية السعودية على مر تاريخها الحديث باعتبارها دولة منتجة للبترول، وبأنها المصدر رقم واحد في العالم لهذه السلعة الإستراتيجية الهامة، وتمدّ العالم بمعظم احتياجاته من الطاقة، وتغفو على واحد من أكبر احتياطيات النفط في العالم. وبالتوازي مع ذلك، أيضاً تحتل المملكة المركز الأول على صعيد إنتاج الفكر الإرهابي والإرهابيين، وتمد بؤر التوتر الجهادية في العالم من كشمير إلى الصومال مروراً بالعراق وأفغانستان والشيشان بمعظم الانتحاريين والتكفيريين والإرهابيين، وتغفو على أكبر احتياطي، أيضاً، من الزاد والإرث الثقافي والتكفيري الإرهابي، وصارت مصر الحضارة والشعب العظيم تنافسها في ذلك. فمعظم السجناء والقتلى في العراق، وحسب الإحصاءات الرسمية هناك، هم من التابعية السعودية وكان هناك خمسة عشر انتحارياً، من أصل تسعة عشر، هم "أبطال" غزوتي نيويورك وواشنطن، إلا أن زعيمهم وقائدهم هو المصري محمد عطا. وشيوخ التكفير ومعظم نجوم الإرهاب اليوم، وبفضل الله وحمده وجهود الرئيس مبارك المخلصة، هم من المصريين (الظواهري، أبو حمزة وأبو حفص المصري، الشيخ عمر عبد الرحمن، السباعي، شيخ الأزهر"داعية الجلد الوهابي المعروف"، وشيوخ الجماعات الجهادية، الشيخ يوسف البدري، أبو عاكف....إلخ).. وحين استفاقت السعودية من صحوة أهل الكهف الحضارية، ومع الطفرة النفطية، بدأت بالترويج للفكر الوهابي باعتباره البديل المعرفي والثقافي لما هو سائد وبسبب عدم توفر أي بديل فكري وموضوعي يستطيع أن يواكب مسيرة الحضارة البشرية. وبدأت، وبتواطؤ معلن مع أنظمة هذه الدول، بعملية شاملة لوهبنة وبدونة المجتمعات المجاورة عبر ضخ بلايين الدولارات في الاستثمار الفكري لنشر الجهل وخزعبلات وأباطيل وتفاسير المذهب الوهابي، ونجحت أيما نجاح، ما أسفر لاحقاً عن هذا الانحطاط المخيف والتخلف والبداوة المرعبين التي آلت إليها المجتمعات المختلفة في الشرق الأوسط. وبدت ملامح ردة حضارية كبرى تتبدى في هذه المنطقة كانت كفيلة بقلب الموازين الحضارية والعسكرية والإستراتيجية كلياً لصالح إسرائيل تحديداً، وأصبحت هذه المجتمعات تابعة، هزيلة وكسيحة وعاجزة عن التكيف، والتأقلم وخارج كل حسابات القوة في العالم. فلن تنهض هذه الشعوب إلا بالعلم والمعرفة وتحكيم العقل والمنطق. ولن يهزم إسرائيل الجهلة، وشيوخ التكفير، والسكارى النائمين في عسل الغيب والسلف الصالح، بل العقول التكنوقراطية والأدمغة العلمية والكفاءات البشرية المبدعة ورجال الفكر العظيم. والمعركة في المنطقة هي بين التخلف والتمدن، بين البداوة والعصرنة، بين العلم والجهل، بين الاستبداد والديمقراطية، وبين الحرية والعبودية، وتمثل الوهابية، وبكل أسف، كل تلك القيم السلبية الرائجة في المنطقة اليوم.
لقد كان هناك سعي واضح إلى تكريس جهالات وخرافات القرون البدائية، واعتبارها تفسيراً وحلاً لكل ما يعترض سير حياة الإنسان من مشاكل ومعضلات، واحتقار كل ما هو حداثي وعلمي وعصري وحديث وتسفيهه وعتباره كفراًِ وهرطقة وخروجاُ من الدين الحنيف. واستغلت الأوساط الدينية التكفيرية بعض الطقوس والفروض الإسلامية، كالزكاة، في دعم وتمويل الإرهاب، في مناطق عدة من العالم، ومد هذه المناطق بالمتطرفين والانتحاريين كما يحدث في العراق، وأفغانستان اليوم. وكانت السعودية واحدة من ثلاث دول في العالم، مع الباكستان والإمارات، التي اعترفت بإمارة طالبان الإسلامية التي كانت، ومن خلال إيوائها لبن لادن، وكوادر القاعدة، السبب الرئيس وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤلمة. والجميع يعرف من فرّخ القاعدة ومن أية مكاتب استخباراتية انطلقت ومن موّلها وكبـّرها وسمـّنها لتعيث فساداً وخراباً في العالم أجمع. وخلف تلك الصورة الزاهية، التي تحاول إمبراطوريات إعلامية وهابية أن ترسمها هناك صورة سوداء ومظلمة وقاتمة عن الفقر والمظالم والقهر واستغلال ونهب الثروات والتمييز العنصري ضد الأقليات والمواطنين والمقيمين والمرأة. وتعيش مثلاً، الأقليتان، الإسماعيلية والشيعية، في ظروف إنسانية وحياتية مزرية، ولا تتمتعان بأي تمثيل على الصعيد الرسمي، وهناك حظر على ممارسة كافة طقوسهم، لا بل يتم تجريمهما وتكفيرهما، وتصنفان تحت عناوين البدع والإلحاد والهرطقة. أما المرأة فلا تزال تتمتع بنظرة دونية مؤلمة، وتعتبر رجساً ومفسدة للصلاة مع الكلب والحمار. وتستعدي الوهابية اليوم كل أديان العالم وتكفرها في خطابها التقليدي وتدعي لوحدها العصمة والنجاة، وتستخدم كل نفوذها اليوم، وعبر عوائد البترودولار العالية، (قفز سعر البرميل في الشهر الماضي فوق حاجز المائة دولار للمرة الأولى في التاريخ)، لتصدير أنموذجها السلطوي، تحت شتى المسميات والطرق كالبعثات الدينية (يشارك الأزهر في قسط منها)، والدعم المادي، وافتتاح الجوامع، والمراكز الثقافية الوهابية التي تنشر فكر الموت والكراهية والتفرقة بين الناس، وتساعد على انتشار الإرهاب والعمليات الإرهابية في العالم.
إن النكسة والهزيمة التي أصابت مصر ليس في حرب 1967 على الإطلاق، بل في تغلغل وانتشار الفكر الوهابي وهذه النكسة الدينية والفكرية وحالة السبات الدماغي الذي تعيشه مصر منذ أن فتح الساسة أبوابها على مصراعيه لدخول المد الصحراوي الوهابي، هو ما يحيق اليوم بمصر من خطر ماثل فعلاً، ولا بد لشعب مصر أن يتخلص من هذا القيد الوهابي، وينفضه عن كاهله لتعود مصر إلى ألأقها أيام عزها، أيام زمان.
كم هالني منظر السيد بوش وهو يتراقص و"يتشخلع" مع أمراء الوهابية وسدنتها وهم السبب الرئيس في كل هذا الهم والقرف والبلاء والانحلال والانحطاط، وهو يوجه تهديداته العدوانية إلى مكان آخر ضد سورية وإيران، مع العلم بأن مصطلح الحرب على الإرهاب اقترن بهجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 والذي كان الفكر الوهابي والتنشئة الوهابية وراءه بالمطلق. ومن هنا فالحرب على الإرهاب يجب أن تعني، وبعيداً عن تنميق المصطلحات، حرباً على الوهابية، بالذات. ولا شيء سواها على الإطلاق. لا أمان ولا سلام أهلي ومجتمعي ولا حياة حرة كريمة، ولا ديمقراطية أو استقلال مع الوهابية، أبداً، ومتى يتخلص العالم من رجس هذا الفكر السرطاني والشر الوهابي المستطير، سيشعر عندها فقط، بالهناءة، والراحة، والأمان.
لقد ارتضى ساسة مصر الحاليون لبلدهم هذا الواقع المهين والمذل، فبعد أن كانت قوة إقليمية كبرى تقود سياسات المنطقة وتوجهها، صارت مجرد جرم سياسي متناه في الصغر، تائه ويدور في الفضاء الوهابي، بعد أن أغدق المال الوهابي على مصر وأفقدها ريادتها التاريخية للمنطقة. وكم أنظر ببؤس وشفقة على المدعو حسنين هيكل وهو "يفصفص" تاريخ المنطقة، وينظر ويؤدلج للناس، مغفلاً ما آلت إليه مصر من واقع مزر على أيدي الوهابيين بحيث صارت تنتظر وزارة الخارجية المصري موقف ورد الفعل السعودي، على أي حدث في المنطقة، لتقوم بإصدار موقفها الذي لا يخرج بحال عن التصور الوهابي، ولا تتحرك سياستها اليوم إلا وفق الهوى الوهابي وما يصب في طواحينه. ولم يعد ينقص مصر، في الحقيقة، ولتتفوق على السعودية وهابياً، سوى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمل كل الأمل بالرئيس المؤمن حسني مبارك وشيوخ الأزهر الأبرار للإقدام على هذه الخطوة الوهابية الرائدة الفريدة، ليأتي على ما تبقى من روح وأمل في مصر، ولكي نقول رحم الله مصر، ووداعاً يا مصر الحضارة.
لقد اشتهرت المملكة العربية السعودية على مر تاريخها الحديث باعتبارها دولة منتجة للبترول، وبأنها المصدر رقم واحد في العالم لهذه السلعة الإستراتيجية الهامة، وتمدّ العالم بمعظم احتياجاته من الطاقة، وتغفو على واحد من أكبر احتياطيات النفط في العالم. وبالتوازي مع ذلك، أيضاً تحتل المملكة المركز الأول على صعيد إنتاج الفكر الإرهابي والإرهابيين، وتمد بؤر التوتر الجهادية في العالم من كشمير إلى الصومال مروراً بالعراق وأفغانستان والشيشان بمعظم الانتحاريين والتكفيريين والإرهابيين، وتغفو على أكبر احتياطي، أيضاً، من الزاد والإرث الثقافي والتكفيري الإرهابي، وصارت مصر الحضارة والشعب العظيم تنافسها في ذلك. فمعظم السجناء والقتلى في العراق، وحسب الإحصاءات الرسمية هناك، هم من التابعية السعودية وكان هناك خمسة عشر انتحارياً، من أصل تسعة عشر، هم "أبطال" غزوتي نيويورك وواشنطن، إلا أن زعيمهم وقائدهم هو المصري محمد عطا. وشيوخ التكفير ومعظم نجوم الإرهاب اليوم، وبفضل الله وحمده وجهود الرئيس مبارك المخلصة، هم من المصريين (الظواهري، أبو حمزة وأبو حفص المصري، الشيخ عمر عبد الرحمن، السباعي، شيخ الأزهر"داعية الجلد الوهابي المعروف"، وشيوخ الجماعات الجهادية، الشيخ يوسف البدري، أبو عاكف....إلخ).. وحين استفاقت السعودية من صحوة أهل الكهف الحضارية، ومع الطفرة النفطية، بدأت بالترويج للفكر الوهابي باعتباره البديل المعرفي والثقافي لما هو سائد وبسبب عدم توفر أي بديل فكري وموضوعي يستطيع أن يواكب مسيرة الحضارة البشرية. وبدأت، وبتواطؤ معلن مع أنظمة هذه الدول، بعملية شاملة لوهبنة وبدونة المجتمعات المجاورة عبر ضخ بلايين الدولارات في الاستثمار الفكري لنشر الجهل وخزعبلات وأباطيل وتفاسير المذهب الوهابي، ونجحت أيما نجاح، ما أسفر لاحقاً عن هذا الانحطاط المخيف والتخلف والبداوة المرعبين التي آلت إليها المجتمعات المختلفة في الشرق الأوسط. وبدت ملامح ردة حضارية كبرى تتبدى في هذه المنطقة كانت كفيلة بقلب الموازين الحضارية والعسكرية والإستراتيجية كلياً لصالح إسرائيل تحديداً، وأصبحت هذه المجتمعات تابعة، هزيلة وكسيحة وعاجزة عن التكيف، والتأقلم وخارج كل حسابات القوة في العالم. فلن تنهض هذه الشعوب إلا بالعلم والمعرفة وتحكيم العقل والمنطق. ولن يهزم إسرائيل الجهلة، وشيوخ التكفير، والسكارى النائمين في عسل الغيب والسلف الصالح، بل العقول التكنوقراطية والأدمغة العلمية والكفاءات البشرية المبدعة ورجال الفكر العظيم. والمعركة في المنطقة هي بين التخلف والتمدن، بين البداوة والعصرنة، بين العلم والجهل، بين الاستبداد والديمقراطية، وبين الحرية والعبودية، وتمثل الوهابية، وبكل أسف، كل تلك القيم السلبية الرائجة في المنطقة اليوم.
لقد كان هناك سعي واضح إلى تكريس جهالات وخرافات القرون البدائية، واعتبارها تفسيراً وحلاً لكل ما يعترض سير حياة الإنسان من مشاكل ومعضلات، واحتقار كل ما هو حداثي وعلمي وعصري وحديث وتسفيهه وعتباره كفراًِ وهرطقة وخروجاُ من الدين الحنيف. واستغلت الأوساط الدينية التكفيرية بعض الطقوس والفروض الإسلامية، كالزكاة، في دعم وتمويل الإرهاب، في مناطق عدة من العالم، ومد هذه المناطق بالمتطرفين والانتحاريين كما يحدث في العراق، وأفغانستان اليوم. وكانت السعودية واحدة من ثلاث دول في العالم، مع الباكستان والإمارات، التي اعترفت بإمارة طالبان الإسلامية التي كانت، ومن خلال إيوائها لبن لادن، وكوادر القاعدة، السبب الرئيس وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤلمة. والجميع يعرف من فرّخ القاعدة ومن أية مكاتب استخباراتية انطلقت ومن موّلها وكبـّرها وسمـّنها لتعيث فساداً وخراباً في العالم أجمع. وخلف تلك الصورة الزاهية، التي تحاول إمبراطوريات إعلامية وهابية أن ترسمها هناك صورة سوداء ومظلمة وقاتمة عن الفقر والمظالم والقهر واستغلال ونهب الثروات والتمييز العنصري ضد الأقليات والمواطنين والمقيمين والمرأة. وتعيش مثلاً، الأقليتان، الإسماعيلية والشيعية، في ظروف إنسانية وحياتية مزرية، ولا تتمتعان بأي تمثيل على الصعيد الرسمي، وهناك حظر على ممارسة كافة طقوسهم، لا بل يتم تجريمهما وتكفيرهما، وتصنفان تحت عناوين البدع والإلحاد والهرطقة. أما المرأة فلا تزال تتمتع بنظرة دونية مؤلمة، وتعتبر رجساً ومفسدة للصلاة مع الكلب والحمار. وتستعدي الوهابية اليوم كل أديان العالم وتكفرها في خطابها التقليدي وتدعي لوحدها العصمة والنجاة، وتستخدم كل نفوذها اليوم، وعبر عوائد البترودولار العالية، (قفز سعر البرميل في الشهر الماضي فوق حاجز المائة دولار للمرة الأولى في التاريخ)، لتصدير أنموذجها السلطوي، تحت شتى المسميات والطرق كالبعثات الدينية (يشارك الأزهر في قسط منها)، والدعم المادي، وافتتاح الجوامع، والمراكز الثقافية الوهابية التي تنشر فكر الموت والكراهية والتفرقة بين الناس، وتساعد على انتشار الإرهاب والعمليات الإرهابية في العالم.
إن النكسة والهزيمة التي أصابت مصر ليس في حرب 1967 على الإطلاق، بل في تغلغل وانتشار الفكر الوهابي وهذه النكسة الدينية والفكرية وحالة السبات الدماغي الذي تعيشه مصر منذ أن فتح الساسة أبوابها على مصراعيه لدخول المد الصحراوي الوهابي، هو ما يحيق اليوم بمصر من خطر ماثل فعلاً، ولا بد لشعب مصر أن يتخلص من هذا القيد الوهابي، وينفضه عن كاهله لتعود مصر إلى ألأقها أيام عزها، أيام زمان.
كم هالني منظر السيد بوش وهو يتراقص و"يتشخلع" مع أمراء الوهابية وسدنتها وهم السبب الرئيس في كل هذا الهم والقرف والبلاء والانحلال والانحطاط، وهو يوجه تهديداته العدوانية إلى مكان آخر ضد سورية وإيران، مع العلم بأن مصطلح الحرب على الإرهاب اقترن بهجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 والذي كان الفكر الوهابي والتنشئة الوهابية وراءه بالمطلق. ومن هنا فالحرب على الإرهاب يجب أن تعني، وبعيداً عن تنميق المصطلحات، حرباً على الوهابية، بالذات. ولا شيء سواها على الإطلاق. لا أمان ولا سلام أهلي ومجتمعي ولا حياة حرة كريمة، ولا ديمقراطية أو استقلال مع الوهابية، أبداً، ومتى يتخلص العالم من رجس هذا الفكر السرطاني والشر الوهابي المستطير، سيشعر عندها فقط، بالهناءة، والراحة، والأمان.
نضال نعيسة - سوريا
كاتب وصحفي
كاتب وصحفي
============================
أكرر: الحرب على الإرهاب يجب أن تعني، وبعيداً عن تنميق المصطلحات، حرباً على الوهابية، بالذات. ولا شيء سواها على الإطلاق. لا أمان ولا سلام أهلي ومجتمعي ولا حياة حرة كريمة، ولا ديمقراطية أو استقلال مع الوهابية، أبداً، ومتى يتخلص العالم من رجس هذا الفكر السرطاني والشر الوهابي المستطير، سيشعر عندها فقط، بالهناءة، والراحة، والأمان
2/29/08
2/29/08
9 comments:
مرحبا
ادعوك لتوحيد الجهود معي لفضح الوهابية
ما رايك بالتبادل الاعلاني بيني و بينك
اذا كنت مهتما عزيزي
زر هذا الموضوع
http://s6efan.blogspot.com/2008/12/blog-post_08.html
اخوك سطيفان العظيم
http://s6efan.blogspot.com/
احييك على حملتك ضد الوهابية ...هؤلاء المتخلفين الجهلة ....الدين عندهم لحية ونقاب !!
الحيوانات تتعبد الله .. وانتم تنكرون الدين كله .. حسبي الله عليكم ونعم الوكيل ... انا احب اهل الدين ولست في مستواهم .. ولكن اعرف انهم للحق ينشرون .. وانت وأمثالك المنحطين فكريا وأخلاقيا لا تسون شيئ امام براز الحيوانات التي هي اكرم منكم يا صاحب هالبلوق والمتعاونين معكم .. تفوا عليكم ..وعلى افكاركم ومن غير فكركم من العلمانين الغربيين والاروبيين ..
يعنى اية
تحيا مصر الذي يريدها كاتب هذا المقال
نعم ، نحن الشباب نريد مصر الحرية مصر اللي تنقي فيها البنت اللي عايزها وتطلع معاك بسهولة (حرية شخصية) وتسهر وتلعب وباي باي
يا سلاااام متى يجي اليوم ده يا صاحب المقال، اللي ما يكونش فيه حجاب ويطلع المستخبي من المفاتن وتكون الحريات حسب ما بتقول كاملة وتنام عند صاحبتك في بيت اهلها
صراحة اول وحدة حاتعرف عليها هي بنت او اخت صاحب المقال لأنها حتكون زية فيري كوووول
أنا لا أستطيع أن أصفك إلا بالقزم النجس
فالكلمات تعجز عن وصف مدى ضياعك وجهلك
و أنا أتمنى أن تكون جاهلا ولست من أصحاب القلوب المريضة التي تحارب الدين ,الله متم نوره ولو كره الكافرون وكلامك يتضمن الكثير من الغباء و خلط الأشياء ببعضها البعض للتشبيه على الناس فلا علاقة للشيخ محمد عبد الوهاب بالإرهاب و أحداث 11 من سمبتمبر ولكن هذا فكر الخوارج اللذين يكفرون الناس من دون علم و إن كنت تخيفك اللحية فهي سنة أطهر الناس صلى الله عليه و سلم و أنت تخافها لأنك صرصور قذر لا يتصور نفسه نظيفا في يوم من الأيام
كس ام المنقبات كلهم
شراميط
ومستخبين ورا النقاب
او اشكالهم وسخة شبة خرا الكلاب
ومستخبين برضة ورا النقاب
او مطلوبين من شرطة الاداب وعليهم احكام
او رجالة هاربانين من احكام
النقاب دة اللى لابساة
تبقا متناكة
شرموطة
لبوة
بنت احبة
بنت مرة متناكة
ووسخة
ونتنة
وشبة كيس الزبالة
يازبالة
hey, I've been following both your blogs (this one and the new one) but since last week your new blog is accessed only upon invitation, so please can you grant me access to it as i'm a regular follower!
اريد دعوة لمدونتك الاخرى لانني اشتقت لك ابو حسوني
Post a Comment