Saturday, July 19, 2008

أفتنا يا فضيلة المفتي

May 2007

أستأذن فضيلة مفتي الجمهورية أن يترك جانبا فتاوى «بول» الرسول (عليه الصلاة والسلام) وختان الإناث بين كونه مكرمة في الفقه وواجبا في الشافعية وغير مشروع من وجهة نظر المفتي (ولكل منا أن يختار ما يروق له)، وأن ينظر بعين العطف والاعتبار لأسئلة تؤرقني وأريد الإجابة عنها حتي لو كانت إجابات عادية وبسيطة لا تتخذ شكل الفتوى. ه

السؤال الأول: ما قول الدين في حكومة تترك أهالي قلعة الكبش في العراء منذ أكثر من شهرين وتحاصرهم بجحافل الأمن عندما يتضررون ويتظاهرون أمام مبني محافظة القاهرة بسبب تخلي الحكومة عن وعودها بتسكينهم؟ ما رأي الإسلام في قوات الأمن التي منعت دخولهم المسجد المجاور لحديقة زينهم لقضاء حاجتهم وهم الذين قبل العراء كانوا يعيشون فيما نسميه العشوائيات وفي حالة معيشية غاية في السوء واللا إنسانية؟




وأريد أن أسأل فضيلة المفتي أيضا عن رأي الدين في التعذيب داخل أقسام الشرطة والسجون واحتجاز المعتقلين السياسيين رغما عن الأحكام القضائية الصادرة لصالحهم. ما رأي الإسلام في استمرار حبس أيمن نور رغما عن حالته الصحية المتدهورة والتي تزداد سوءا مع المعاملة السيئة التي يتلقاها داخل السجن بغض النظر عن حالته الصحية؟

وأريد أن أسأل المفتي عن رأي الدين السمح الحنيف القائم في جوهره علي المحبة والتراحم في طفلة عمرها ١١ عاما تموت في تشريفة وزير التربية والتعليم تحت الشمس الجنوبية الحارقة ويذهب دمها هدرا لأن الأب المسكين لا يملك الوقوف في وجه الحكومة؟

وما رأي المفتي في مسلسل بيع القطاع العام والأراضي إلي مستثمرين أجانب، بينما سيؤدي هذا البيع إلي ارتفاع جنوني في أسعار المباني والعقارات وهي أصلا خارج متناول الطبقات الوسطى فما أدني؟ هذا غير فكرة البيع أصلا التي ستؤدي إلي احتكار رأس المال الأجنبي للسوق مما سيحتم علينا أن نتسول مأوي ولقمة عيش من أجنبي؟

وأريد أن أسال د.علي جمعة عن رأي الإسلام في حكومة أدت بأكثر من نصف المصريين (٥٥٪) إلي الجحور والشقوق يعيشون فيها تحت وطأة الفقر وتوالد الجريمة الأخلاقية وجرائم الإرهاب التي تنمو وتترعرع في هذه الأجواء الفاسدة؟ ما قول المفتي في الحقائق الخطيرة عن الفقر التي وضحت في مؤتمر البحوث الاجتماعية والتي صاحبها الكثير من التحذيرات عن خروج الفقر المسلح قريبا إلي الشوارع.

هل سينتظر رجال الدين جرائم إرهابية تطيح بأمن واستقرار المجتمع (لو كان هناك شيء اسمه أمن واستقرار أصلا) وهل سينتظرون حدوث هذه الجرائم كي يجرموا الإرهاب في المطلق غاضين الطرف عن جذور هذا الإرهاب الذي يجري التحضير له في مناخ من الفقر والعشوائية والظلم الاجتماعي؟

أريد أن أسأل فضيلة المفتي: ماذا تنتظرون ولماذا تحجمون عن قول الحق في وجه الحاكم والحكومة. ما أهمية الصراع الفكري المحتدم حول ما إذا كان بول الرسول طاهرا أم لا، وحول إرضاع الكبير حتي نقاوم الرذيلة وما تعريفكم أصلا للرذيلة؟ لن أتبني خطابا يشير إلى شكلنا المخزي أمام الغرب المتربص بنا في كل لحظة والدائم الإشارة إلي تخلفنا الفكري وعدم تحضرنا.

لن أتبني هذا الخطاب رغم أنه خطاب مهم ولابد من أخذه في الاعتبار. لكنني أظن أن الاهتمام بالداخل وإصلاحه وتبني خطاب ديني معتدل ومتوازن أهم بكثير في هذه اللحظة من منح الغرب كل الأدوات السهلة لهدمنا وتكسير صورتنا أمام العالم وأمام أنفسنا.

إن الذي يهمني بحق هو: إذا كان للشيوخ وأساتذة الشريعة ولغيرهم الحق في إصدار هذا النوع من الفتاوي جنبا إلي جنب مع فتاوى ضرورة المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات وتحريم المظاهرات، لماذا لا نسمع لهم صوتا تجاه السياسات الخاطئة التي تولد أزمات اجتماعية واقتصادية حادة يموت تحت وطأتها المصريون فعليا ورمزيا (كم عدد المكتئبين في هذا الشعب؟؟).

فمثلما تتعالي أصواتكم في الدفاع عن طهارة بول الرسول، نريد أن نسمع رأيكم في أداء الحكومة المترهلة العشوائية. نريد أن نعرف رأي الإسلام في الظلم وانتهاك حقوق الإنسان واغتصاب السلطة في ظل أجواء من الفقر والقهر والعشوائية.

أفتنا يا فضيلة المفتي. امنحنا نظرة اهتمام وقل قولة الحق ولا تخش إلا الله سبحانه وتعالى. ما نحن فيه أهم وأولى من الدفاع عن طهارة بول الرسول... ه


د. سحر الموجي - مصر
أستاذة بكلية الآداب جامعة القاهرة وإعلامية وكاتبة
مصر اليوم

بدل حكاية العرق إللى زى المسك، والبول إللى زى عصير القصب، وباقى الفضلات إياها، وحكاية باطنه وظاهره الطاهر، إللى ممكن تؤول بأشكال مختلفة؛ يعمل المفتى بالأجر الذى يأخذه من دافع الضرائب المصرى: المسلم والمسيحى - مع إنى مع إلغاء منصب المفتى من أساسة، الذى لا وجود له في الدول المتحضرة .

والمثل بيقول : " يا با علمنى الهيافة.. قاله: تيجى فى التافهه وتتصدر !!

سميح عيد

===========================================================

ويقول لنا شيوخ الفتة والمهلبية بأن المرأة عورة؟ ناقصة عقل ودين؟ شهادتها بنصف شهادة الرجل؟ وميراثها نصف ميراث الرجل؟ لا تصلح لتولي الأمور؟
سلم قلمك يا د. سحر، وسلم عقلك، فهو بعشرات الرجال... من إياهم!!

No comments: