Saturday, July 19, 2008

بين القبيلة والدولة

May 2007
ه .... ومن أخطر الأمور التي حدثت خلال العقود الخمسة الأخيرة أن الذهنية النجدية لم تقم بإحتكار إنشاء المراكز والمدارس الإسلامية في شتى بقاع العالم, ولكن أخطبوطها مد أذرعه إلى الكثير من وسائل الإعلام في داخل وخارج المجتمعات العربية والإسلامية كما أنه في نفس الوقت قد مد أذرعه إلى مؤسسات دينية أخرى عريقة في بلدان مثل مصر والمغرب وسوريا فمحا عنها صفاتها الأصلية وأحل محلها الكثير من معالمه فبعد أن كنا نعرف من خطبة الجمعة في مصر أن المتحدث إما شافعي أو حنفي، وكما كنا نعرف من خطبة الجمعة في المغرب أو تونس أن المتحدث مالكي, فقد صرنا نسمع قرع طبول حسب نوتة موسيقية واحدة هي النوتة الحمبلية بتوزيع موسيقي لإبن عبد الوهاب. ه

رغم أن إبن حنبل هو أكثر فقهاء المسلمين عبودية للنص (أو للنقل) وإهمالاً للعقل (قبل أحمد بن حنبل عشرات الآلاف من الأحاديث على خلاف فقيه مثل أبي حنيفة) أما إبن تيمية فهو ثمرة طبيعية لزمانه: زمان تهاوي الدولة الإسلامية وسقوطها تحت سنابك المغول والتتار، وهو لا يلام على فكره الذي كان مناسباً للحظتة التاريخية وإنما يلام من أسسوا فقههم علي رؤياه في زمان غير زمانه ومكان غير مكانه. وأخيراً، فإن داعية تياره (بالحزافير) معالم الذهنية النجدية التي يجب أن تفهم من خلال الكلمات التالية: ذهنية/قبلية/بدوية/صحراوية/داخلية. ولو لم يوجد البترول في هذه المناطق لبقت تلك الذهنية أسيرة جغرافيتها الطبيعية أي كثبان رمال نجد التي لم تنتج أي فكر أو فن تشكيلي أو موسيقى أو أدب روائي أو أدب قصصي وإنما إكتفت بإنتاج شعر موضوعه الوحيد الترويج لقيم القبيلة النجدية. ه

طارق حجي - مصر

No comments: