Wednesday, May 30, 2007
ستكون كارثة لو ركبت الحكومة رأسها ـ ممثلة في وزيرة القوي العاملة عائشة عبدالهادي ـ وأصرت علي إرسال فتيات مصريات للعمل في السعودية، أيا كانت التسمية: خادمات، أو مديرات بيوت، أوحتي سيدات قصور. فالست الوزيرة تعرف أن حكومتها لا تدافع عن حق مواطن مصري خرج من داره، إن كان باحثا عن لقمة عيش أو سائحا عاديا، أو حتي ممثلا لهذه الحكومة في سفارة، فما بالك إذا كان هذا المواطن فتاة أو سيدة؟.. وما بالك إذا كانت مهنتها ـ بصرف النظر عن نص العقد ـ خادمة؟
وأين؟.. في السعودية، حيث لا كرامة لمصري في الغالب إلا بقدر ما يتنازل عنه من كرامة لحساب «شقيقه» السعودي، المكفول من المولي عز وجل بهبتين عظيمتين: واحدة هبطت عليه من السماء، هي «الرسالة»، والأخري انفجرت تحته بينما هو جالس يعبث في أصابع قدميه ، هي «البترول». ه
لا شأن لي بحسابات الست عائشة، فالست عائشة والست حكومتها، من قبل ومن بعد، أصبحتا في نظر المواطن المصري خصمين حقيقيين، والحكومة التي طالما كذبت في مئات، وربما آلاف الأزمات والمواقف المحرجة، لن تعوزها مبررات في موضوع بسيط مثل «تصدير» اللحم المصري إلي سوق فاحش، لا يشبع ولا يملأ عينيه سوي رمال الصحراء، التي تحاصره وتعزله من آلاف السنين. ه
لم تجد الحكومة حرجا وهي تدافع ـ بلسان الست عائشة ـ عن «عملتها السودا»، وتدعي أن هذه الصفقة ستكون محاطة بجميع الضمانات التي تعيد الفتاة أو السيدة سعيدة الحظ، إلي ذويها بيضاء من غير سوء: شريفة، عفيفة، نظيفة الثياب، وتاجها علي رأسها.. وفيه ـ ربما ـ حبة لؤلؤ زيادة، تقديرا لـ«خدماتها» وكفاحها من أجل راحة الأشقاء السعوديين. ه
للحكومة أن تدافع، وللست عائشة أن تساوم وتضغط، لتحصل علي أفضل الشروط قبل توقيع العقد، ولي أن أسأل: من قال للوزيرة المحجبة إن هذه الصفقة ستساهم في إنعاش خطط التنمية في مصر؟.. هل سيتحسن أداء الاقتصاد المصري لمجرد «تسفير» 120 ألف مصري إلي السعودية، بينهم فتيات وسيدات لا أحد يعرف دوافعهن للسفر؟
ألا تعرف الوزيرة أن الأشقاء السعوديين ليسوا في حاجة إلي «صفقة رسمية» للحصول علي «لحم مصري».. وأنهم حولوا شوارع المهندسين و«كافيهاتها»، فضلا عن «لوبيهات» الفنادق الفخمة إلي مكاتب «تشغيل»؟
هل حلت الوزيرة ـ التي يبدو أنها أصبحت بلا «قوي»، وبلا «عاملة» ـ مشاكل عمال مصر من أسوان إلي الإسكندرية، ولم يعد لديها سوي حل مشكلة 120 ألف مواطن؟.. ثم هل تعرف معني أن يسافر مواطن مصري إلي السعودية باحثا عن لقمة عيش؟ هل سألت أحدا ممن قضوا زهرة شبابهم في معية كفيل: وكيف كانوا يعاملونه؟ وكم من الوقت مر بعد خروجه من هذا الفرن الرهيب ليعود «مصريا»؟
لا يعنيني أن تطبطب الحكومة علي أكتاف أشقائها في المملكة، فهذا شأن بروتوكولي يخص الست عائشة وحكومتها. أنا فقط «قرفان»، ولا أري سببا مقنعا لهذه الصفقة الغريبة، وأتمني أن يبادر الرئيس مبارك إلي تدارك الأمر وإلغائها، وأن يظل السفر إلي جحيم السعودية انتحارا فرديا.. وأقول «انتحارا» و«فرديا»، وكلي يقين بأن حكاية «أشقاء» أكذوبة، وأجندة العلاقات المصرية ـ السعودية خارج قصور الحكم حافلة بالتجارب القاسية وخيبات الأمل. ه
محمود الكردوسي - مصر 29/5/2007
المصري اليوم
وأين؟.. في السعودية، حيث لا كرامة لمصري في الغالب إلا بقدر ما يتنازل عنه من كرامة لحساب «شقيقه» السعودي، المكفول من المولي عز وجل بهبتين عظيمتين: واحدة هبطت عليه من السماء، هي «الرسالة»، والأخري انفجرت تحته بينما هو جالس يعبث في أصابع قدميه ، هي «البترول». ه
لا شأن لي بحسابات الست عائشة، فالست عائشة والست حكومتها، من قبل ومن بعد، أصبحتا في نظر المواطن المصري خصمين حقيقيين، والحكومة التي طالما كذبت في مئات، وربما آلاف الأزمات والمواقف المحرجة، لن تعوزها مبررات في موضوع بسيط مثل «تصدير» اللحم المصري إلي سوق فاحش، لا يشبع ولا يملأ عينيه سوي رمال الصحراء، التي تحاصره وتعزله من آلاف السنين. ه
لم تجد الحكومة حرجا وهي تدافع ـ بلسان الست عائشة ـ عن «عملتها السودا»، وتدعي أن هذه الصفقة ستكون محاطة بجميع الضمانات التي تعيد الفتاة أو السيدة سعيدة الحظ، إلي ذويها بيضاء من غير سوء: شريفة، عفيفة، نظيفة الثياب، وتاجها علي رأسها.. وفيه ـ ربما ـ حبة لؤلؤ زيادة، تقديرا لـ«خدماتها» وكفاحها من أجل راحة الأشقاء السعوديين. ه
للحكومة أن تدافع، وللست عائشة أن تساوم وتضغط، لتحصل علي أفضل الشروط قبل توقيع العقد، ولي أن أسأل: من قال للوزيرة المحجبة إن هذه الصفقة ستساهم في إنعاش خطط التنمية في مصر؟.. هل سيتحسن أداء الاقتصاد المصري لمجرد «تسفير» 120 ألف مصري إلي السعودية، بينهم فتيات وسيدات لا أحد يعرف دوافعهن للسفر؟
ألا تعرف الوزيرة أن الأشقاء السعوديين ليسوا في حاجة إلي «صفقة رسمية» للحصول علي «لحم مصري».. وأنهم حولوا شوارع المهندسين و«كافيهاتها»، فضلا عن «لوبيهات» الفنادق الفخمة إلي مكاتب «تشغيل»؟
هل حلت الوزيرة ـ التي يبدو أنها أصبحت بلا «قوي»، وبلا «عاملة» ـ مشاكل عمال مصر من أسوان إلي الإسكندرية، ولم يعد لديها سوي حل مشكلة 120 ألف مواطن؟.. ثم هل تعرف معني أن يسافر مواطن مصري إلي السعودية باحثا عن لقمة عيش؟ هل سألت أحدا ممن قضوا زهرة شبابهم في معية كفيل: وكيف كانوا يعاملونه؟ وكم من الوقت مر بعد خروجه من هذا الفرن الرهيب ليعود «مصريا»؟
لا يعنيني أن تطبطب الحكومة علي أكتاف أشقائها في المملكة، فهذا شأن بروتوكولي يخص الست عائشة وحكومتها. أنا فقط «قرفان»، ولا أري سببا مقنعا لهذه الصفقة الغريبة، وأتمني أن يبادر الرئيس مبارك إلي تدارك الأمر وإلغائها، وأن يظل السفر إلي جحيم السعودية انتحارا فرديا.. وأقول «انتحارا» و«فرديا»، وكلي يقين بأن حكاية «أشقاء» أكذوبة، وأجندة العلاقات المصرية ـ السعودية خارج قصور الحكم حافلة بالتجارب القاسية وخيبات الأمل. ه
محمود الكردوسي - مصر 29/5/2007
المصري اليوم
فقط للتذكرة: خادمة فلبينية عائدة من الكويت العام الماضي
2 comments lost
2 comments lost
No comments:
Post a Comment