Monday, May 28, 2007
في مناطق مثل الحجاز وعسير والشرقية لا يزال الأهالي يعتبرون آل سعود قوة احتلال استعمرتهم بالقوة وفرضت عليهم الوهابية
نسبة الفقر والبطالة كبيرة جداً بين السعوديين وأن المدن الكبري في البلاد تحيطها أحياء فقيرة يسكنها سعوديون
قامت الأسرة الحاكمة بقمع المعارضين بدعوي حماية الأمن القومي للبلاد وتعرض الليبراليون السعوديون لنفس القمع الذي تعرض له الإرهابيون
- التنافس بين مصر والسعودية موجود علي مستويات مختلفة وله جذور عميقة، ليس علي المستوي السياسي فقط، ولا أبالغ حين أقول إن نتائج هذا الصراع يمكن أن تحدد مستقبل العالم الإسلامي بالكامل وليس العالم العربي فقط، وأقول ذلك لأن مصر تاريخياً تتبني الليبرالية في السياسة، والعولمة في الثقافة، والاعتدال في الدين، والاختلاف في الرأي، وفي المقابل تتبني السعودية السياسة المحافظة والثقافة المنغلقة وعدم الاعتدال في الدين وأحادية الرأي
والذي تلقي أوامر من السلطان العثماني بطرد عائلة آل سعود المتطرفة وحلفائها الوهابيين من مكة والتي كانوا يحتلونها، ونفذ محمد علي المهمة بنجاح ساحق وأدي خدمة جليلة للإسلام لأنه حرر مكة من فئة متطرفة للغاية.
ولسوء الحظ، استعاد آل سعود وقتهم بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وسيطروا علي مكة والمدينة وباقي المناطق في وقاموا بفرض الوهابية كعقيدة أساسية للدولة وعاني المصريون الذين كانوا يعيشون هناك بشدة بعد ذلك.
وأصبحت الأمور أكثر كارثية بعد ذلك بعد اكتشاف بحيرة من النفط تحت أراضي السعودية وأدي هذا إلي استخدام الأموال الوفيرة لنشر الوهابية في العالم الإسلامي كالنار في الهشيم، وقد نجحت بالفعل في اختراق بعض شرائح من المجتمع المصري عن طريق المصريين العائدين من هناك، وأعتقد أن الصدام الطائفي بين المسيحيين والمسلمين في السبعينيات يتزامن مع تدفق المصريين إلي السعودية للعمل، لأنه مثل ذلك كان المصريون مسلمين ومسيحيين يعيشون في سلام لقرون عديدة لكن الوهابية نشرت فكرة أن المسيحيين كفار، ويجب قتلهم إذا لم يتحولوا إلي الإسلام، ولا أعتقد أن مثل هذه لها أصل في الثقافة المصرية أو الإسلام المعتدل الذي يعتنقه المصريون
وبالطبع يعرف الجميع أن المنافسة كانت مشتعلة بين مصر والسعودية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتقارب الطرفان في عهد السادات وتردد آنذاك عبارات مثل «الحب الأخوي العربي» وغيرها من البلاغيات عديمة القيمة.
من المثير للسخرية أن الحكومات العربية تقول: إن شعوبها غير مستعدة للديمقراطية لأنها هي المسؤولة عن ذلك، ودعنا نعد إلي النموذجين المصري والسعودي، فقد كانت هناك انتخابات ديمقراطية منتظمة في منطقة الحجاز قبل أن يتولي آل سعود الحكم وحينما سيطروا علي البلاد ألغوا الانتخابات، ولذا يبدو أن النظام هو غير المستعد للديمقراطية وليس الناس.
وفي مصر أيضاً كانت الانتخابات منظمة وديمقراطية قبل ثورة يوليو وبعدها بفترة قليلة ألغي النظام العسكري أحزاب المعارضة ودمروا الصحافة الحرة بتأميمها أو جعلها حكومية وتعيين رؤساء تحرير، تحولوا إلي ملوك بعد ذلك.
وبالتأكيد كانت هناك مشاكل في الديمقراطية التي مورست في مصر والحجاز قبل آل سعود والثورة، لكن آنذاك كانت الديمقراطية أيضاً وليدة في الغرب، إن ما فعله الملك عبدالعزيز وجمال عبدالناصر في السعودية ومصر لا يمكن مسامحتهما عليه فقد قتلا كل شيء جميل، واستبدلاه بما هو سييء، لذا إذا لم يكن العرب معتادين حالياً علي الديمقراطية فهذا يرجع إلي الديكتاتوريات التي سلبتها منهم.
جون برادلي الخبير البريطاني في الشؤون المصرية والسعودية
المصري اليوم
نسبة الفقر والبطالة كبيرة جداً بين السعوديين وأن المدن الكبري في البلاد تحيطها أحياء فقيرة يسكنها سعوديون
قامت الأسرة الحاكمة بقمع المعارضين بدعوي حماية الأمن القومي للبلاد وتعرض الليبراليون السعوديون لنفس القمع الذي تعرض له الإرهابيون
- التنافس بين مصر والسعودية موجود علي مستويات مختلفة وله جذور عميقة، ليس علي المستوي السياسي فقط، ولا أبالغ حين أقول إن نتائج هذا الصراع يمكن أن تحدد مستقبل العالم الإسلامي بالكامل وليس العالم العربي فقط، وأقول ذلك لأن مصر تاريخياً تتبني الليبرالية في السياسة، والعولمة في الثقافة، والاعتدال في الدين، والاختلاف في الرأي، وفي المقابل تتبني السعودية السياسة المحافظة والثقافة المنغلقة وعدم الاعتدال في الدين وأحادية الرأي
والذي تلقي أوامر من السلطان العثماني بطرد عائلة آل سعود المتطرفة وحلفائها الوهابيين من مكة والتي كانوا يحتلونها، ونفذ محمد علي المهمة بنجاح ساحق وأدي خدمة جليلة للإسلام لأنه حرر مكة من فئة متطرفة للغاية.
ولسوء الحظ، استعاد آل سعود وقتهم بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وسيطروا علي مكة والمدينة وباقي المناطق في وقاموا بفرض الوهابية كعقيدة أساسية للدولة وعاني المصريون الذين كانوا يعيشون هناك بشدة بعد ذلك.
وأصبحت الأمور أكثر كارثية بعد ذلك بعد اكتشاف بحيرة من النفط تحت أراضي السعودية وأدي هذا إلي استخدام الأموال الوفيرة لنشر الوهابية في العالم الإسلامي كالنار في الهشيم، وقد نجحت بالفعل في اختراق بعض شرائح من المجتمع المصري عن طريق المصريين العائدين من هناك، وأعتقد أن الصدام الطائفي بين المسيحيين والمسلمين في السبعينيات يتزامن مع تدفق المصريين إلي السعودية للعمل، لأنه مثل ذلك كان المصريون مسلمين ومسيحيين يعيشون في سلام لقرون عديدة لكن الوهابية نشرت فكرة أن المسيحيين كفار، ويجب قتلهم إذا لم يتحولوا إلي الإسلام، ولا أعتقد أن مثل هذه لها أصل في الثقافة المصرية أو الإسلام المعتدل الذي يعتنقه المصريون
وبالطبع يعرف الجميع أن المنافسة كانت مشتعلة بين مصر والسعودية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتقارب الطرفان في عهد السادات وتردد آنذاك عبارات مثل «الحب الأخوي العربي» وغيرها من البلاغيات عديمة القيمة.
من المثير للسخرية أن الحكومات العربية تقول: إن شعوبها غير مستعدة للديمقراطية لأنها هي المسؤولة عن ذلك، ودعنا نعد إلي النموذجين المصري والسعودي، فقد كانت هناك انتخابات ديمقراطية منتظمة في منطقة الحجاز قبل أن يتولي آل سعود الحكم وحينما سيطروا علي البلاد ألغوا الانتخابات، ولذا يبدو أن النظام هو غير المستعد للديمقراطية وليس الناس.
وفي مصر أيضاً كانت الانتخابات منظمة وديمقراطية قبل ثورة يوليو وبعدها بفترة قليلة ألغي النظام العسكري أحزاب المعارضة ودمروا الصحافة الحرة بتأميمها أو جعلها حكومية وتعيين رؤساء تحرير، تحولوا إلي ملوك بعد ذلك.
وبالتأكيد كانت هناك مشاكل في الديمقراطية التي مورست في مصر والحجاز قبل آل سعود والثورة، لكن آنذاك كانت الديمقراطية أيضاً وليدة في الغرب، إن ما فعله الملك عبدالعزيز وجمال عبدالناصر في السعودية ومصر لا يمكن مسامحتهما عليه فقد قتلا كل شيء جميل، واستبدلاه بما هو سييء، لذا إذا لم يكن العرب معتادين حالياً علي الديمقراطية فهذا يرجع إلي الديكتاتوريات التي سلبتها منهم.
جون برادلي الخبير البريطاني في الشؤون المصرية والسعودية
المصري اليوم
No comments:
Post a Comment