في مسألة «وهم القومية العربية»، وضرورة إبعاد مصر عن العرب، لأنهم أشد خطرا عليها من الغرب: أنا مع أسامة أنور عكاشة في هذه المراجعة (بلغة العقلاء) أو الردة غير المبررة (بلغة المنتفعين والدراويش من حراس هذا الوهم).. ومادام الأمر صادما هكذا فالأفضل أن تكون «إفاقة متأخرة»: لا مراجعة ولا ردة، لأن وصف القومية العربية بأنها «وهم»، والقول بأن العرب أخطر علي مصر من الغرب.. يساوي بالضبط تنهيدة «كابوس وانزاح». ه
. الحكاية بدأت في أعقاب ما سمي «غزو العراق للكويت» عام ١٩٩٠ . أطلق الأستاذ أسامة رصاصة حية في فضاء ملبد بالادعاءات والتواطؤ والحقوق، التي يراد بها باطل. وفي المناسبة نفسها، أطلق الأستاذ عبدالرحمن الأبنودي هو الآخر دانة مدفع بعنوان (الاستعمار العربي). وإذا اهتز اثنان من قمم الثقافة في مصر مثل عكاشة والأبنودي، لما جري في ١٩٩٠ إلي هذا الحد.. فلابد أن نقف لنسمع ونناقش ونختلف بأدب وموضوعية: هذا لم يحدث وقتها، لأن أي كلام قياسا إلي هول ما جري سيكون ترفا أو سفسطة،. ه
ولأن المثقفين أنفسهم تحولوا بانقسامهم بين عراق وكويت إلي جزء من الخسارة الفادحة التي لحقت بفكرة القومية العربية، ولأن العالم العربي ظل يكابر ويعاند ويطنطن لهذه القومية رغم هزيمتها في ١٩٦٧، بينما يتحرق شوقا ـ في أعماقه ـ إلي فرصة أو «تلكيكة» لإعلان براءته من هذا الوهم، ولم تكن هناك «تلكيكة» أفضل مما جري في ١٩٩٠، إذ ماتت القومية العربية إكلينيكيا فأصبح انتقادها أو مراجعتها وهي في هذه الحالة عيبا وقلة أدب. ه
بعد ١٧عاماً، وقبل ثلاثة أسابيع تقريبا، ومن دون مقدمات، عاد الأستاذ أسامة وأطلق رصاصته. وكنت أود أن أسمع حججا، وأتفرج علي حرب تكسير عظام بين قمم ثقافية وسياسية، لأن الموضوع يستحق والأسئلة كثيرة: لماذا يكره العرب أشقاءهم المصريين؟.. هل هي كراهية متأصلة، أم غيرة قلبت كراهية، وفي طريقها إلي إعادة إنتاج لتراجيديا يوسف بن يعقوب وأشقائه: الغيرة التي يعقبها أذي؟..
هل تكفي وحدة اللغة والثقافة والعقيدة لنقول إنهم أشقاؤنا؟.. وهل هم أشقاؤنا جنسًا ودمًا.. أم مجرد أخوة في الرضاعة؟.. من قال إن القومية العربية قدر مصر وحدها؟ وما الذي يجعل المصريين متشبثين بهذا الوهم، إذا كان حظهم منه قد تضاءل إلي حد التحقير والتريقة والسعي المنظم والباهظ، لتحطيم هويتهم وكسر شوكتهم، ناهيك عن المعايرة بالفقر والفساد والشوارع القذرة وبنات الليل، وكأن هذا المحيط البغيض أصبح فجأة يوتوبيا؟
كنت أود.. لكن المسألة لم تتجاوز حتي الآن مجرد الرشق بالحجارة «من بعيد لبعيد»: أطلق عكاشة رصاصة، ورد الأستاذ يوسف القعيد باتهام قومي عربي أصيل هو «العمالة»، ولحق به الأستاذ محمد سلماوي متهكما، واصفًا عكاشة بـ«المثقف المتطور» مرة، وبـ«المستر عكاشة» مرة أخري. ه
وإذا كان الأستاذ يوسف القعيد معذورا، لأن في القومية العربية منافع «ومنها يأكلون».. فلا عذر لانتفاضة الأستاذ سلماوي، وهو رجل فرانكفوني، متوسطي، لم يعرف عنه أنه قومي عربي غيور إلي هذا الحد!. وفي المقابل، وجد الأستاذ أسامة نفسه في موقف دفاع، فازداد عنادًا وانفعالاً، وحالت «شخصنة» الموضوع دون أن نسمع حجته في إطلاق هذه الرصاصة في هذا الوقت بالذات!. وهل يكذب الفكرة أم يكذب الواقع!.. وكيف سيتعامل مع مبدأ قومي عربي أصيل يقول إن الهجوم علي القومية العربية يصب في مصلحة إسرائيل من ناحية، والتيارات السلفية من ناحية أخري؟
أنا مع الأستاذ أسامة، مع إثارة هذه النعرة الوطنية، أيا كانت تبعاتها، لأن تبعاتها لن تكون أسوأ مما يجري، ولأن الأشقاء العرب» لديهم اعتقاد هذه الأيام، بأن الرؤوس تساوت، لمجرد أن لديهم بترولاً ومحطات فضائية وشوارع نظيفة، وعلاقة خاصة مع الغرب وأمريكا. ه
، أنا مع الأستاذ أسامة، إلي أن يأتي من يقنعني ويقنعه بأننا علي خطأ للأسباب الآتية: ١ - ٢ - ٣ - ١٠ ، بشرط ألا يكون سجالنا طوافًا حول اللغة الواحدة والثقافة الواحدة والعقيدة الواحدة، بل جهاداً في سبيل وحدة المصلحة. ه
محمود الكردوسي - مصر
المصري اليوم
. الحكاية بدأت في أعقاب ما سمي «غزو العراق للكويت» عام ١٩٩٠ . أطلق الأستاذ أسامة رصاصة حية في فضاء ملبد بالادعاءات والتواطؤ والحقوق، التي يراد بها باطل. وفي المناسبة نفسها، أطلق الأستاذ عبدالرحمن الأبنودي هو الآخر دانة مدفع بعنوان (الاستعمار العربي). وإذا اهتز اثنان من قمم الثقافة في مصر مثل عكاشة والأبنودي، لما جري في ١٩٩٠ إلي هذا الحد.. فلابد أن نقف لنسمع ونناقش ونختلف بأدب وموضوعية: هذا لم يحدث وقتها، لأن أي كلام قياسا إلي هول ما جري سيكون ترفا أو سفسطة،. ه
ولأن المثقفين أنفسهم تحولوا بانقسامهم بين عراق وكويت إلي جزء من الخسارة الفادحة التي لحقت بفكرة القومية العربية، ولأن العالم العربي ظل يكابر ويعاند ويطنطن لهذه القومية رغم هزيمتها في ١٩٦٧، بينما يتحرق شوقا ـ في أعماقه ـ إلي فرصة أو «تلكيكة» لإعلان براءته من هذا الوهم، ولم تكن هناك «تلكيكة» أفضل مما جري في ١٩٩٠، إذ ماتت القومية العربية إكلينيكيا فأصبح انتقادها أو مراجعتها وهي في هذه الحالة عيبا وقلة أدب. ه
بعد ١٧عاماً، وقبل ثلاثة أسابيع تقريبا، ومن دون مقدمات، عاد الأستاذ أسامة وأطلق رصاصته. وكنت أود أن أسمع حججا، وأتفرج علي حرب تكسير عظام بين قمم ثقافية وسياسية، لأن الموضوع يستحق والأسئلة كثيرة: لماذا يكره العرب أشقاءهم المصريين؟.. هل هي كراهية متأصلة، أم غيرة قلبت كراهية، وفي طريقها إلي إعادة إنتاج لتراجيديا يوسف بن يعقوب وأشقائه: الغيرة التي يعقبها أذي؟..
هل تكفي وحدة اللغة والثقافة والعقيدة لنقول إنهم أشقاؤنا؟.. وهل هم أشقاؤنا جنسًا ودمًا.. أم مجرد أخوة في الرضاعة؟.. من قال إن القومية العربية قدر مصر وحدها؟ وما الذي يجعل المصريين متشبثين بهذا الوهم، إذا كان حظهم منه قد تضاءل إلي حد التحقير والتريقة والسعي المنظم والباهظ، لتحطيم هويتهم وكسر شوكتهم، ناهيك عن المعايرة بالفقر والفساد والشوارع القذرة وبنات الليل، وكأن هذا المحيط البغيض أصبح فجأة يوتوبيا؟
كنت أود.. لكن المسألة لم تتجاوز حتي الآن مجرد الرشق بالحجارة «من بعيد لبعيد»: أطلق عكاشة رصاصة، ورد الأستاذ يوسف القعيد باتهام قومي عربي أصيل هو «العمالة»، ولحق به الأستاذ محمد سلماوي متهكما، واصفًا عكاشة بـ«المثقف المتطور» مرة، وبـ«المستر عكاشة» مرة أخري. ه
وإذا كان الأستاذ يوسف القعيد معذورا، لأن في القومية العربية منافع «ومنها يأكلون».. فلا عذر لانتفاضة الأستاذ سلماوي، وهو رجل فرانكفوني، متوسطي، لم يعرف عنه أنه قومي عربي غيور إلي هذا الحد!. وفي المقابل، وجد الأستاذ أسامة نفسه في موقف دفاع، فازداد عنادًا وانفعالاً، وحالت «شخصنة» الموضوع دون أن نسمع حجته في إطلاق هذه الرصاصة في هذا الوقت بالذات!. وهل يكذب الفكرة أم يكذب الواقع!.. وكيف سيتعامل مع مبدأ قومي عربي أصيل يقول إن الهجوم علي القومية العربية يصب في مصلحة إسرائيل من ناحية، والتيارات السلفية من ناحية أخري؟
أنا مع الأستاذ أسامة، مع إثارة هذه النعرة الوطنية، أيا كانت تبعاتها، لأن تبعاتها لن تكون أسوأ مما يجري، ولأن الأشقاء العرب» لديهم اعتقاد هذه الأيام، بأن الرؤوس تساوت، لمجرد أن لديهم بترولاً ومحطات فضائية وشوارع نظيفة، وعلاقة خاصة مع الغرب وأمريكا. ه
، أنا مع الأستاذ أسامة، إلي أن يأتي من يقنعني ويقنعه بأننا علي خطأ للأسباب الآتية: ١ - ٢ - ٣ - ١٠ ، بشرط ألا يكون سجالنا طوافًا حول اللغة الواحدة والثقافة الواحدة والعقيدة الواحدة، بل جهاداً في سبيل وحدة المصلحة. ه
محمود الكردوسي - مصر
المصري اليوم
===========================================================
يقول د. لويس عوض فى كتابه الممنوع "مقدمة في فقه اللغة العربية"؛ أن العرب كانوا من غزاة الرعاة فى عصر ما بعد الدولة الوسطى، وقبل قيام الدولة الحديثة في مصر القديمة، والمعروفين بالهكسوس، وأنهم عندما طردوا على يد أحمس ومن جاء بعده؛ استقروا على الساحل الشرقى للبحر الأحمر ومرتفعاته، وأعطوا اسم "الهكاس" المشتقة من كلمة "الهكسوس"، والتى تحولت إلى كلمة "الحجاز" للمنطقة... وهذا كان معلومآ عند البطالمة حكام مصر في القرن الثالث قبل الميلاد، مما ذكره "مانيتون" السمنودى في قوائم الملوك الذين حكموا مصر. ه
س. ع
أضم صوتي لصوت أستاذنا الكبير أسامه أنور عكاشة والأستاذ عبدالرحمن الأبنودي والكاتب المحترم محمود الكردوسي وكل من يحب مصر ويتمني لها الخير والتقدم والإزدهار بعيداً عن المصالح الشخصية والشعارات العنترية التي لم ننال من وراءها إلا كل خراب وإفلاس وإنحدار إلي القاع، وكل تعال واحتقار من ال«أشقاء» الذين يعرفون أكثر منا بأن لحم أكتافهم كان من خير مصر علي مدي قرون طويلة
3 comments lost
No comments:
Post a Comment