Friday, August 8, 2008

غزوة المترو

مباريات الإنجيل والقرآن في العربة الأولى للمترو


دفعتني بقوة في الطابور المزدحم، كانت تحاول اللحاق بالعربة الأولى، صعدنا جميعا، وابتلعنا الزحام الرهيب داخلها، كانت أرجلنا تتهاوى في الفراغ الضمني، أصبح تنفس الهواء أشبه بعملية جهادية رغم النسمات المتلصصة من فتحات النوافذ، كنت أترقب بشدة ما سيحدث هل سيبدأ الدرس المعتاد حتى في ذلك الازدحام أم سننجو منه اليوم؟ جاءني الرد سريعا ولم يدع لي فرصة التخيل، بدأت «الداعية» بدعاء الركوب وسط ترديدات النساء العشوائية، وانتهي الدعاء، لكن الدرس الديني قد بدأ فعليا بتحريم ارتداء البنطال الذي يصف ولا يخفي، مع فروض واجبة علي المرأة المسلمة، وتحريمات واضحة لا يمكن تجاوزها والتي تضمنت ـ طبعا ـ البنطال، تزايدت المواعظ والمترو يتهادي كأنه متواطئ مع كل ما قيل، وفجأة بعد أن تصبننا عرقا، واخترقتنا نظرات الأخوات مرتديات الحجاب انتهي الدرس، وبعدها بلحظات بدأت أصوات تراتيل متناحرة تعلو، وحين نظرت رأيت كثيرات رافعات المصاحف تتلين آيات من سور مختلفة، حتي أصبحت الأجواء أشبه بكتاتيب القري في الماضي، فعربة السيدات في المترو منذ ما يقرب من أربعة أعوام تحولت لمركز ديني بملصقاتها المختلفة المتناثرة بجوار النوافذ والأبواب تحمل مواعظ سلفية بالأساس... »صلي قبل أن يصلي عليك« و » مإن يضرب أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» ودروس الدين التي تكرر في كل محطة من داعيات يتلعثمن في النطق والقراءة والوعظ. الحديد في ذلك اليوم أن أصوات القارئات ارتفعت إلي حد يشي بأن العربة بأكملها تقرأ القرآن، ولم تمر بضع دقائق حتي سمعت كلمات مختلفة، إنها تراتيل... وجدت فتاتين بلا غطاء رأس تتكآن علي باب العربة تحمل كل منهما إنجيلا تقرآن بصوت مرتفع، وكلما يعلو صوت القرآن يزداد ارتفاع صوت الإنجيل والعكس، حتى توقف المترو في محطتي هممت مسرعة بالنزول، وأنا علي يقين بإنها بادرة عنف طائفي جديد سيطيح بالمترو وراكبيه

رشا جدة - مصر
البديل

=========================================

لماذا لا يتم نفس الشئ فى مترو لندن او باريس او طوكيو او موسكو او طاجكيستان؟
لعلهم المؤمنين الوحيدين فى الكون؟

Wednesday, January 2, 2008

31 comments lost

No comments: