Monday, August 4, 2008

هكذا قتلوه الكلاب

٤٠عاماً من الفكر التكفيرى والجهادى

كانت الأجواء السياسية والاقتصادية في مصر مشتعلة للغاية.. السادات لا يتوقف عن الحركة والقرارات والمفاجآت والتي كان أخطرها زيارته للقدس.. وتضييقه علي «اليسار» بعد «انتفاضة الخبز» في يناير ١٩٧٧..

وحينما سمح الرئيس الراحل للإسلاميين بالعمل السياسي داخل الجامعات ظهرت للعيان وفي شهور معدودة منظمات جهادية في القاهرة والوجه البحري والصعيد، إلي جانب كوادر الإخوان المسلمين، وذلك في جميع الجامعات المصرية.

كانت الينابيع الفكرية واحدة لجميع المجموعات الجهادية فكلها كتب إسلامية من التراث أقربها زمنياً ما كتبه أبو الأعلي المودودي وسيد قطب، لكن طبيعة التشكيلات وتسلسل القيادة فيها وطريقة استقطاب كوادرها.. وأهدافها القريبة والبعيدة كانت مختلفة إلي حد كبير، وحتي اغتيال السادات في أكتوبر ١٩٨١ في حادث المنصة لم يكن أحد يعلم الأسماء الحقيقية لهذه التنظيمات، لكن أوراق القضية وأحرازها، كشفت الكثير والكثير،

وأهم ما فيها أن تنظيم «الجماعة الإسلامية»، و«الجهاد» و«شبه القاهري» قد اتحدوا معاً قبل فترة بسيطة من حادث المنصة لتنفيذ العملية بل وإعلان الثورة الإسلامية .

ولتأصيل المراجعات الفكرية لمؤسس الجهاد وأميره السابق الشيخ سيد إمام، والتي نبدأ في نشرها ابتداءً من بعد غد الأحد، نعرض لعملية اغتيال السادات.. ثم نقدم لرأي الخبراء والمتخصصين حول نقاط الخلاف بين «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية».

«٢١» عضواً اشتركوا في الإعداد.. و«٤» نفذوا العملية


كتب:أحمد شلبي
«ساعة الصفر» تحددت في مكان مغلق.. والهدف هو اغتيال الرئيس السادات.. الميعاد في السادس من أكتوبر عام ١٩٨١، والهدف الأكبر هو الثورة الإسلامية الشعبية، خطة التنفيذ ووقائع الحادث والقبض علي المتهمين ومحاكمتهم قام تنظيم الجهاد بتوثيقها وتسجيلها وفقاً لشهادات قيادات الجماعة ونشرت في عدد من الكتب


بعد اعتقالات شهر سبتمبر ١٩٨١، ألقت أجهزة الأمن القبض علي عدد من أعضاء التنظيم.. وأحس الباقون بالخطر، قرارات التحفظ كانت تشمل حوالي ١٥ عضواً، كان معظمهم من قيادات التنظيم في الصعيد، اجتمع باقي أعضاء مجلس شوري التنظيم في الوجه القبلي في منزل أحمد سليم خليفة بالغنايم ليدرسوا تصرفاتهم العاجلة لمواجهة قرارات السادات، ومطاردات رجال مباحث أمن الدولة.

اتفق خالد الإسلامبولي ومحمد عبدالسلام فرج علي خطة الاغتيال، وجاء أمراء الصعيد، ووافقوا علي الخطة، وأمامهم قال محمد عبدالسلام إنه سوف يقوم بواسطة مجموعات القاهرة والجيزة بمهاجمة مبني الإذاعة والتليفزيون وغرفة عمليات القوات المسلحة والسنترالات وقيادة الأمن المركزي وغرفة عمليات وزارة الداخلية بهدف السيطرة علي مدينة القاهرة، علي أن يقوم أعضاء التنظيم بالوجه القبلي بالسيطرة علي مدينة أسيوط، وذلك بمجرد سماعهم صوت الأعيرة النارية في الراديو أو التليفزيون وانقطاع الإرسال، ثم يزحفوا بعد ذلك علي محافظات الوجه البحري للسيطرة عليها وذلك لتأييد الثورة الإسلامية.. وانتهي الاجتماع ووافق الجميع علي الخطة، وسافر كرم زهدي وفؤاد حنفي وعاصم عبدالماجد إلي أسيوط، وتركوا أسامة حافظ في القاهرة لمتابعة الموقف.

هدف التنظيم الأول كان قلب نظام الحكم القائم بالقوة المسلحة، والخطوة الأولي ستكون باغتيال رئيس الجمهورية والقيادات السياسية، وفي ذات اللحظة ستخرج مجموعات من القاهرة للاستيلاء علي المواقع الحيوية ثم إذاعة بيان الثورة والنداء من خلال الإذاعة والتليفزيون ومكبرات الصوت بالمساجد لاستنفار المسلمين، علي أن تتحرك محافظات الوجه القبلي بذات الأسلوب بعد القضاء علي رجال الشرطة وإثارة الجماهير، ثم الزحف علي المحافظات البحرية.

تولي الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي، البالغ من العمر وقتها ٢٤ عاماً تنفيذ عملية قتل السادات، علي أن يمده محمد عبدالسلام بكل ما يحتاجه، «ظافر» كان هو الاسم الحركي للإسلامبولي، وكان يعمل ضابطاً بالجيش باللواء «٣٣٣» مدفعية، وهو أحد الشباب الذين تربوا في الجماعة.

الخطة الأولي كانت تعتمد علي ٨ من أعضاء الجماعة ممن سبق لهم الالتحاق بالجيش إلي معسكر الإعداد للعرض المقام بمدينة نصر، وأن يصطحبوا معهم أربع قنابل يدوية وذخيرة بنادق وألا ينزعوا إبر ضرب النار من البنادق التي ستسلم إليهم، وأن يبدأ الجميع إطلاق النار وإلقاء القنابل من فوق العربة دون النزول للأرض بعد إجبار السائق علي التوقف عند وصوله للمنصة.

استدعي محمد عبدالسلام فرج كلاً من عطا طايل (مهندس وضابط احتياط بالقوات المسلحة)، وحسين عباس (رقيب متطوع) وعرض عليهما المهمة فوافقا، إلا أن خالد لم يوافق علي حسين عباس لصغر وضعف جسمه بدليل أنه بعد التحاقه بالخدمة في الجيش أسند إليه عمل مخفف في أحد المعاهد المدنية، بالرغم من حصوله علي عدة بطولات في الرماية، وحينما علم حسين بذلك بكي وألح طالباً الاشتراك، فوافق خالد وقال: «عسي أن ينصرنا الله بضعفائنا».

وانضم عبدالحميد عبدالسلام - الذي كان ضابطاً ثم استقال- إلي أفراد التنظيم، بعد جلسة دارت بينه وبين خالد الإسلامبولي، إلا أن محمد عبدالسلام فرج اعترض لأنه ضخم الجسم بطريقة ملحوظة بسبب ممارسته للرياضة، وقال عبدالسلام «إن هذه هيئة ضابط وليس هيئة جندي.. خالد يحتاج إلي جنود».. إلا أن عبدالحميد ألح أيضاً وأحب الإسلامبولي أيضاً وجود عبدالحميد إلي جواره في العملية لما يعلمه عنه من شجاعة فائقة.. وفي النهاية كان عبدالحميد هو رقم «٤» في أفراد التنظيم.

وكان محمد عبدالسلام مكلفاً بتوفير كل ما يحتاجه الإسلامبولي ورفاقه من ذخيرة وقنابل، واستطاع خالد إبعاد ثلاثة من جنود الكتيبة قبل يوم الأحد ٤ أكتوبر بمنحهم إجازات، وقام في نفس الوقت بتزوير خطاب إلحاق لثلاثة من الجنود علي أنهم في اللواء ١٨٨ وملحقون علي اللواء «٣٣٣» مدفعية، وأعطي هذا الخطاب لعبدالحميد وعطا وحسين، فأصبح كل واحد منهم يحمل اسماً جديداً غير اسمه الأصلي.

مساء يوم الأحد كانت سيارة «فيات» يقودها الملازم أول خالد الإسلامبولي تقترب من السور الخارجي لمعسكر العرض وقد جلس ثلاثة من الجنود في المقعد الخلفي للسيارة وأوقف خالد السيارة بعيداً عن السور حتي لا يراه أحد، هبط الجنود الثلاثة وسارع خالد بالابتعاد، وتوجه الجنود الثلاثة إلي بوابة المعسكر، ولم يبرزوا خطاب الإلحاق لأن أحداً لم يعترض طريقهم، ثم قاموا بالسؤال عن الضباط لأنهم ملحقون علي اللواء، ومضي عبدالحميد وعطا طايل في تنفيذ مهمتهما، إلا أنهما حسب الاتفاق استثنيا ثلاث بنادق لم ينزعا منها إبر الضرب ثم وضعا عليها علامات ليسهل تمييزها، وبعد الظهر جمع خالد جنود الكتيبة الذين سيشتركون في العرض وقام بتقسيمهم إلي مجموعات.

صباح يوم العرض وبالتحديد في الثالثة فجراً، توجه خالد إلي خيمة السلاح حيث قام هو وعبدالحميد بملء خزن البنادق الثلاث التي لم تنزع منها إبر الضرب ووضع خالد في خزنة رشاش قصير كانت معه تسع عشرة طلقة، وفي السادسة صباحاً كان جنود الكتيبة يقفون في مكانهم في طابور العرض، صعد خالد بمفرده إلي كابينة العربة الأولي، وأخرج خزنة الرشاش القصير الممتلئة التي كان قد أخفاها في جوربه ووضعها بدلاً من الخزنة الفارغة الخاصة بالرشاش القصير المخصص للسائق وسارع بإخفاء الخزنة الفارغة تحت الكرسي.

وفجأة توتر الموقف وذلك عندما أخذت مجموعة من ضباط الحرس الجمهوري تمر علي العربات الواقفة للتفتيش علي السلاح ووصل التوتر أقصاه عندما وقف الضباط أمام عربة خالد وصاحوا آمرين أحد الجنود «هات بندقيتك وسحبوا الأجزاء المتحركة للخلف ونظروا داخلها للتأكد من نزع إبرة الضرب، وسرعان ما عاد الهدوء عندما اكتفي الضباط بالتفتيش علي هذه البندقية فقط


وجاءت ساعة التنفيذ، تحرك الجنود.. وبدأت المنصة تقترب شيئاً فشيئاً، وقبيل المنصة نظر سائق العربة الأولي إلي يساره فوجد أنه متقدم قليلاً فرفع قدمه من فوق دواسة الوقود ليهدئ من سرعته، فجذب خالد الرشاش برفق ووضعه علي ركبتيه ثم أخرج من سترته قنبلة ونزع فتيلها ثم صاح آمرا السائق بالتوقف.

وبمجرد التوقف قفز خالد من الكابينة وتقدم صوب المنصة ثلاث خطوات ثم ألقي قنبلة في ذات الوقت الذي ألقي فيه كل من عبدالحميد وعطا القنبلتين اللتين كانتا في حوزتهما ومضت القنابل الثلاث تشق طريقها متسابقة نحو منتصف المنصة وسط ذهول الحرس الذين فروا، وأصبح الطريق مفتوحاً بين العربة والمنصة حيث كانت المسافة بينهما ثلاثين متراً فقط.

شاءت الأقدار أن تكون الرصاصة الأولي التي أصابت السادات في عنقه عن طريق حسين عباس، وهو الذي كان يعترض عليه الإسلامبولي في البداية، كانت طلقات بطل الرماية حسين عباس تتتابع من فوق سطح العربة المتجهة نحو السادات، كان خالد قد عاد بسرعة إلي الكابينة وجذب المدفع الرشاش وأسرع صوب المنصة وهو يطلق الرصاص وقفز عبدالحميد من فوق سطح العربة بسرعة وهو يسابق خالد، وانحرف عبدالحميد يميناً ليصعد السلم لرغبته في الصعود إلي الرئيس بنفسه عبر السلم، ولكن أفراد الحراسة أطلقوا عليه الرصاص لمنعه من التقدم وأصابوه في بطنه، فنزل وانضم إلي خالد في منتصف المنصة.

استمرت العملية قرابة ٣٢ ثانية من بدء العملية.. بدأ حسين وخالد في الإنسحاب وألقي خالد رشاشه وأخذ البندقية من يد حسين وانسحب عطا وعبدالحميد وعندها بدأت رصاصات الحرس تلاحقهم، لم تصب الرصاصات حسين، فدخل بين الناس ثم استدار ووقف يتابع الموقف فإذا بخالد وعبدالحميد وعطا قد سقطوا علي الأرض بعد أن أصيبوا ووصل حسين إلي بيته واحتفل بعقيقة ابنه الذي أتم الأسبوع ولم يتم القبض عليه إلا بعد ٥٠ ساعة تقريباً.

ه «الجماعة الإسلامية».. و«الجهاد» مفاهيم ومرجعيات متشابهة.. والخلاف في آليات العمل



كتب - عمر عبد العزيز الشحات:
تعتبر الحركة الإسلامية المصرية هي الحركة الأم لجميع الحركات الإسلامية الأخري التي ظهرت في العالم العربي سواء أكانت هذه المنظمات دعوية سلمية أم معتمدة علي الفكر الجهادي المسلح. ورغم أن الجماعة الإسلامية والجهاد ظهرا إلي الملأ معًا.. وفي ظروف واحدة ابتداء من النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي واتحادهما معًا لاغتيال الرئيس السادات في أكتوبر ١٩٨١، إلا أن هناك تباينًا ملحوظًا في الإطار المرجعي والأسس الحركية للتنظيمين.

ويرصد الدكتور كمال حبيب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية والقيادي السابق في تنظيم الجهاد العديد من أوجه الاتفاق والخلاف بينهما ويقول:

الجماعة الإسلامية لا تكفر أحدًا وتتبني عقيدة أهل السنة في أن «الكفروالظلم والفسق والجاهلية والجهل ليست علي مرتبة واحدة، بل منها ما هو أكبر يخرج من الملة، وأصغر لا يخرج من الملة بل يبقي معه الفرد مسلمًا ما لم ينكر الشهادتين».

ويضيف حبيب: إن الجماعة الإسلامية والجهاد تتفقان في أن حكم المؤسسات والأنظمة يختلف عن حكم الأفراد، فالقول بأن المجتمع جاهلي أو مؤسسة مجلس الشعب أو التعليم جاهلية لا يعني ذلك أن جميع أفرادها كفار، وأن الحكم علي مؤسسات المجتمع بالجاهلية لا يعني اعتزالها بل يمكن الانخراط فيها والعمل علي توظيفها لصالح الإسلام حيث خاض أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد الانتخابات الطلابية، وحققوا فيها نجاحات كاسحة، كما دخلوا النقابات، إلا أنهم يتحفظون علي مجلس الشعب باعتباره مؤسسة تشريعية، عكس الجيش الذي دخل قطاع كبير منه إلي صفوف الجهاد، وكان خالد الإسلامبولي هو منفذ عملية اغتيال الرئيس السادات.

وعن مبدأ «الحاكمية» يوضح حبيب أن المقصود به إقامة دولة إسلامية تحكم بما أنزل الله أي أن تجعل مرجعيتها الحكم بالشريعة الإسلامية.

وبالنسبة لأمر الخروج علي الحاكم، يري حبيب أن الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد اتفقا في هذه المسألة، ففي الوقت الذي قال فيه محمد عبد السلام فرج قيادي الجهاد مؤلف كتاب «الفريضة الغائبة» نقلاً عن القاضي عياض المالكي «أجمع العلماء علي أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلي أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل».

وعن ظروف الانتشار ما بعد حادث المنصة للتنظيمين، يقول حبيب إنه بمجرد حسم «الإخوان المسلمين» لقرارهم يخوض غمار العمل السياسي عبر التحالف مع الأحزاب وقيادة الاتجاه الإسلامي للمعارضة داخل البرلمان، انتقلت الحركة الجهادية «الجماعة الإسلامية- تنظيم الجهاد» من مرحلة العفوية إلي مرحلة التأسيس والبناء وذلك في بداية الثمانينيات، وكانت الجماعة الإسلامية هي الأسبق في النشاط العلني الجماهيري وانتقل النشاط ليشمل المجتمع في الخارج وانتشرت كوادر الجماعة في محيط المجتمعات والأحياء الفقيرة في إمبابة وعين شمس والصعيد.

وبالنسبة لمواجهة السلطة، يري حبيب أن الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد دخلا فيما يمكن أن نطلق عليه «معركة كسر عظام متوحشة»، فقد جري تجاوز للخطوط الحمراء بين الطرفين إذ بدأت الجماعة الإسلامية تضرب السياحة وبدأ تنظيم الجهاد تنفيذ أعمال ذات طابع انتحاري.

وعادت الدعوة من جماعة الإخوان المسلمين والجانب الجهادي المسلح من تنظيم الجهاد، بشكل لا تشعر فيه أنك أمام تنظيم ذي طبيعة مسلحة عكس «الجهاد» الذي لم يكن تعنيه مسألة الانتشار.

ويري الدكتور عمار علي حسن رئيس مركز أبحاث وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السلطة السياسية لعبت دورًا ما في إنشاء ونمو الجماعة الإسلامية، حين سمحت لها بالعمل النقابي وتنظيم المؤتمرات والندوات في الجامعات، وقد هدفت بذلك إلي ضرب اليسار في الجامعة، أما الجهاد فهو تنظيم نشأ بمفرده ولم يكن للسلطة السياسية أي دور في إنشائه.

ومن حيث البنية التنظيمية يري عمار أن بنية الجماعة الإسلامية أقرب إلي الجهاز الإداري المدني القائم علي التسلسل، بدءًا من الأمير وانتهاء بالقواعد. في حين أن تنظيم الجهاد يعد تنظيمًا عنقوديا قائمًا علي الخلايا الصغيرة المتصلة بهمزات وصل لا تزيد علي فرد واحد، وقد استفادوا في هذا الشأن بتجربة التنظيمات الشيوعية وهو ما جعله أقل تماسكًا، مما سهل من انضمامه بعد ذلك إلي تنظيم القاعدة، والانضواء تحت لوائه وتكوينه فيما عرف بعد ذلك بتنظيم «قاعدة الجهاد»، في الوقت الذي تمتعت فيه الجماعة الإسلامية ببناء مؤسسي أعطاها منعة من الاندماج مع تنظيم آخر، لشعورها بالامتلاء ومركزية القرار بداخلها.

ويضيف عمار أن أفضل ما يميز فكر الجهاد هو طبيعته الأممية فلديه فكر عولمي، ولهذا تجد به عناصر من خارج مصر مثل الفلسطيني «صالح سرية» ويشبه في ذلك فكر الإخوان المسلمين العابر للقوميات والذي يتحدث عن إقامة دولة الخلافة مرة أخري، أما الجماعة الإسلامية فأفكارها محلية تخص الداخل فقط.

الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يري أن أهم مميزات تنظيم الجهاد هو سعيه لاختراق الجيش وتجنيد بعض أفراده، وتبنيه لفكرة الانقلاب



في جلسات المحاكمة.. الإسلامبولي يعترف بأنه مذنب
بعد شهر و٦ أيام من حادث المنصة كانت أولي الجلسات لبدء محاكمة المتهمين. كانت الساعة تقترب من التاسعة والنصف عندما نادي حاجب المحكمة قائلاً «محكمة».. وقف كل من بالقاعة في انتظار دخول هيئة المحكمة.

وجه القاضي سؤاله التقليدي لخالد الإسلامبولي «هل لك محام؟» فرد الإسلامبولي «إن الله يدافع عن الذين آمنوا».. الجلسة الثانية كانت علنية، وحضرها الأهالي بذات التصريح السابق، دخلت أم خالد التي لم تحضر الجلسة الأولي إلي القاعة، رفعت صوتها «وجوه يومئذ ناضرة».. فرد خالد «صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة».

وخصصت هيئة المحكمة الجلسة الثانية لتلاوة التهم والتي كان يختتمها القاضي بسؤاله للمتهم «مذنب أم غير مذنب؟».. كانت قائمة الاتهامات طويلة لخالد، وعندما سأله رئيس المحكمة خالد «مذنب أم لا؟» أجاب خالد «مذنب».. هنا انتفض المحام رجائي عطية واقفاً، وطلب من القاضي عدم إثبات هذا الاعتراف في محضر الجلسة، وإعادة توجيه السؤال مرة أخري إلي المتهم فرد خالد لست مذنباً.. وأنا قتلت السادات


شملت قائمة شهود النفي التي تقدم الدفاع بها أسماء كبار، ضمت الرئيس محمد حسني مبارك وجيهان السادات وإسماعيل فهمي ومحمد إبراهيم كامل وزيري الخارجية السابقين والمشير أبوغزالة.. ورفضت المحكمة استدعاء جميع شهود النفي، كانت الآيات تنبعث من الدكتور عمر عبدالرحمن في ترتيل جميل تهتز له القلوب وتنطلق الأناشيد ولم تكن الأناشيد تتوقف داخل القفص عند دخول القضاة والمحامين، وكان علي هيئة المحكمة والمحامين أن ينتظروا علي مقاعدهم حتي ينهي المتهمون أناشيدهم.

يوم السبت ٦ مارس ١٩٨٢، كانت الجلسة الأخيرة في القضية تم تفتيش المتهمين وخرجت المصفحات متجهة إلي الجيل الأخضر، الجميع في حالة صمت عدا صوت الدكتور عمر عبدالرحمن يرتل بآيات من القرآن.فشل عملية تفجير جنازة السادات
انتهت عملية «اغتيال السادات».. توفي الرئيس محمد أنور السادات، وألقت أجهزة الأمن القبض علي ٢٤ متهماً في الحادث، وبدأ أعضاء الجماعة في تنفيذ ما كانوا قد اتفقوا عليه قبل تنفيذ خطة اغتيال السادات لتنفيذ «الثورة الإسلامية» إلا أن معظم العمليات باءت بالفشل أو تراجعوا فيها


يوم الجمعة ١٠ أكتوبر كان موعد تشييع جثمان الرئيس الراحل. طلب عبود الزمر من طارق إبراهيم أن يرسل فردين إلي إحدي العمارات بشارع الخليفة المأمون لضرب جنازة رئيس الجمهورية بالقنابل، إلا أن تغيير مسار الجنازة جعلهم يعدلون عن هذا الإجراء.

أحمد شلبي - المصري اليوم

Friday, November 16, 2007

7 comments lost

1 comment:

Unknown said...

يرحم الله الرئيس محمد انور السادات لم اعيش زمانة لكنه كان رجل قلما يأت التاريخ بمثله وهذه الموتة يعتقدون انها فاجعه له ولكنه يستحقها لانه واتمناه من الله ان يكون فى منزلة الشهداء ويلحقة الله بالصديقين بطل الحرب والسلام
he lived for principle and died for peace