يعلم د. حاتم الجبلى - بحكم منصبه كوزير - أن النقاب ضرب أقسام التمريض فى عدد كبير من المستشفيات التابعة لوزارته.. ويعلم الوزير - بحكم تخصصه كطبيب - أن النقاب ضد حقوق المريض وضد كل المعايير الطبية التى تضمن سلامة المرضى
يعلم وزير الصحة ذلك ويعلم أنها ليست حالات فردية بل وباء جماعى.. يعلم ويصمت عاجزا عن اتخاذ القرار الذى تمليه عليه مسئوليته السياسية وضميره المهنى.. وأغلب الظن أن صمته يأتى تحت ضغط الابتزاز الاجتماعى المقيت الذى يجعل كل من يقترب من هذه المنطقة عدوا للإسلام!! وتحت هذا الابتزاز كم ترتكب من جرائم ! فى مصر لم تكن صدفة أن يكون الاسم الشائع للممرضات هو «ملائكة الرحمة»، الاسم كان يصف - عن حق - طبيعة عمل الممرضة، وهو ليس عملا مجردا، التمريض عمل ورسالة أيضا، الممرضة التى تسهر على راحة مريض، وتراقب مراحل انتقال آخر من الموت إلى الحياة، وتداوى جراح ثالث، وتمنح الدواء لرابع، وتهرع طلبا لنجدة خامس.
الممرضة التى تقوم فى جزء من دورها بدور الأم مع مريض حوله المرض إلى طفل لا حول له ولا قوة، ليست سباكا أو نجارا يؤدى عمله ويرحل، هى صاحبة رسالة إنسانية، وجزء كبير من أدواتها هو الابتسامة فى وجه المريض، ونظرة التفاؤل التى ترمقه بها كل صباح، هذه المقدمة تذكرنا بأمور كانت طبيعية لكنها لم تعد كذلك، والسبب فى ذلك أن لدينا الآن - فى عدد كبير من مستشفيات الدلتا - ظاهرة غريبة، ممرضات يرتدين النقاب بشكل جماعى! ممرضات يتحولن من ملائكة الرحمة إلى وجوه سوداء. كيف يمكن أن يتناول مريض قرص دواء من ممرضة لا يرى وجهها؟! كيف يمكن أن تنام مريضة مطمئنة وتسلم جسدها لممرضة تختفى تحت نقاب يجعل من الصعب تحديد هويتها وما إذا كانت رجلا أم امرأة؟
والأهم هو كيف تدخل ممرضة غرفة العمليات بملابس مثل النقاب دون تعقيم عامرة بالتلوث؟ وهل يعرف مسئولو وزارة الصحة أن الممرضات المنقبات يرفضن خلع «القفاز» لغمر أيديهن فى المحلول المطهر قبل دخول غرفة العمليات؟! والسؤال الأهم كيف تهتم الممرضة بمريض مسجى على ظهره بين الحياة والموت وهى تؤمن أن مجرد رؤية الرجل لوجهها حرام، فضلا عن بقية أشكال التعامل الإنسانى والأدوار التى تفرضها مهنة التمريض. ونحن إذ نكشف ونفضح عبر صفحات هذا الملف هذه الظاهرة الشاذة، نجد أن الواجب يحتم علينا أن نقول أن ارتداء الممرضات للنقاب ليس له علاقة بالتدين بقدر ما له علاقة باختفاء المعايير والضوابط، وسقوط المهنة، وعدم احترام القيم وشيوع حالة من البلطجة المعنوية والفكرية، وجهل بثقافة العمل، ولو كان الموضوع موضوع حرية شخصية لأصبح من حق موظف البنك أن يذهب إلى عمله «بالبيجامة» وأصبح من حق محصل الكهرباء أن يطرق عليك باب بيتك وهو يرتدى ملابسه الداخلية! من العيب أن يقال هذا الكلام، ومن العيب أن تقف وزارة الصحة عاجزة أمام هذه الظاهرة التى تكشفها «روزاليوسف» فى سبق صحفى لم نكن نتمناه لأنه يعكس واقعا مزعجا وعبثيا، ونقولها صريحة واضحة: إذا كان جميع العقلاء يؤكدون أن هذا الزى الشاذ غير الإسلامى غير المصرى يعوق الممرضة عن أداء عملها، ويسلب المريض حقه الإنسانى والصحى فلابد من منعه، ونذكر المسئولين فى وزارة الصحة إن من حق أى جهة عمل أن تلزم موظفيها بارتداء الزى الملائم لمقتضيات العمل، ونقول لوزير الصحة: أصدروا لائحة واضحة تحدد الزى الذى يجب أن ترتديه الممرضة ولا تخافوا فى الحق لومة لائم، فإن لم تفعلوا فأنتم إما منافقون أو موافقون أو خائفون، ونحن لن نسكت عن خوف أو نفاق، وإلى عدد قادم وإنا لمنتظرون.
الملف كامل على: ه
روزاليوسف
10 comments lost
الممرضة التى تقوم فى جزء من دورها بدور الأم مع مريض حوله المرض إلى طفل لا حول له ولا قوة، ليست سباكا أو نجارا يؤدى عمله ويرحل، هى صاحبة رسالة إنسانية، وجزء كبير من أدواتها هو الابتسامة فى وجه المريض، ونظرة التفاؤل التى ترمقه بها كل صباح، هذه المقدمة تذكرنا بأمور كانت طبيعية لكنها لم تعد كذلك، والسبب فى ذلك أن لدينا الآن - فى عدد كبير من مستشفيات الدلتا - ظاهرة غريبة، ممرضات يرتدين النقاب بشكل جماعى! ممرضات يتحولن من ملائكة الرحمة إلى وجوه سوداء. كيف يمكن أن يتناول مريض قرص دواء من ممرضة لا يرى وجهها؟! كيف يمكن أن تنام مريضة مطمئنة وتسلم جسدها لممرضة تختفى تحت نقاب يجعل من الصعب تحديد هويتها وما إذا كانت رجلا أم امرأة؟
والأهم هو كيف تدخل ممرضة غرفة العمليات بملابس مثل النقاب دون تعقيم عامرة بالتلوث؟ وهل يعرف مسئولو وزارة الصحة أن الممرضات المنقبات يرفضن خلع «القفاز» لغمر أيديهن فى المحلول المطهر قبل دخول غرفة العمليات؟! والسؤال الأهم كيف تهتم الممرضة بمريض مسجى على ظهره بين الحياة والموت وهى تؤمن أن مجرد رؤية الرجل لوجهها حرام، فضلا عن بقية أشكال التعامل الإنسانى والأدوار التى تفرضها مهنة التمريض. ونحن إذ نكشف ونفضح عبر صفحات هذا الملف هذه الظاهرة الشاذة، نجد أن الواجب يحتم علينا أن نقول أن ارتداء الممرضات للنقاب ليس له علاقة بالتدين بقدر ما له علاقة باختفاء المعايير والضوابط، وسقوط المهنة، وعدم احترام القيم وشيوع حالة من البلطجة المعنوية والفكرية، وجهل بثقافة العمل، ولو كان الموضوع موضوع حرية شخصية لأصبح من حق موظف البنك أن يذهب إلى عمله «بالبيجامة» وأصبح من حق محصل الكهرباء أن يطرق عليك باب بيتك وهو يرتدى ملابسه الداخلية! من العيب أن يقال هذا الكلام، ومن العيب أن تقف وزارة الصحة عاجزة أمام هذه الظاهرة التى تكشفها «روزاليوسف» فى سبق صحفى لم نكن نتمناه لأنه يعكس واقعا مزعجا وعبثيا، ونقولها صريحة واضحة: إذا كان جميع العقلاء يؤكدون أن هذا الزى الشاذ غير الإسلامى غير المصرى يعوق الممرضة عن أداء عملها، ويسلب المريض حقه الإنسانى والصحى فلابد من منعه، ونذكر المسئولين فى وزارة الصحة إن من حق أى جهة عمل أن تلزم موظفيها بارتداء الزى الملائم لمقتضيات العمل، ونقول لوزير الصحة: أصدروا لائحة واضحة تحدد الزى الذى يجب أن ترتديه الممرضة ولا تخافوا فى الحق لومة لائم، فإن لم تفعلوا فأنتم إما منافقون أو موافقون أو خائفون، ونحن لن نسكت عن خوف أو نفاق، وإلى عدد قادم وإنا لمنتظرون.
الملف كامل على: ه
روزاليوسف
10 comments lost
No comments:
Post a Comment