استقالة وزير.. وشجاعة وزير وانتهازية نقيب
آخر تداعيات حملة «روزاليوسف» على ظاهرة نقاب الممرضات كانت شائعة استقالة وزير الصحة، الشائعة التى انطلقت يوم الثلاثاء الماضى، وأصدر رئيس الوزراء د.أحمد نظيف تصريحا رسميا لتكذيبها، لم تكن بعيدة عن مطالبة «روزاليوسف» للوزير بإصدار قرار وزارى بتحديد الزى القانونى للممرضات فى مستشفيات وزارة الصحة وبما أعلنه عن قرب صدور هذا القرار. .. على الرغم من أنه يواجه ملابسات متنوعة من «حرس قديم» فى وزارته.
ورغم أن المسئولين فى وزارة الصحة لم يستطيعوا أن يحددوا مصدرا واضحا للشائعة التى انطلقت بينما يؤدى وزير الصحة مهمة عمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن تفسيرات قالت أن تشابها فى الاسم الثانى بين رئيس مجلس إدارة شركة «غزل المحلة» المقال محمود الجبالى وبين وزير الصحة حاتم الجبلى كان السبب فى انطلاق الشائعة، حيث صدرت الشائعة فى نفس اليوم الذى أقيل فيه الجبالى، إلا أن هذا التفسير يبدو بعيدا عن الحقيقة وقريبا منها أيضا بقدر التباعد بين اسمى (الجبلى) و(الجبالى) وبقدر الفارق بين شركة المحلة للغزل والنسيج وبين مستشفيات وزارة الصحة، وبين رئيس مجلس إدارة شركة لم يستطع إقامة علاقة سليمة مع عماله وموظفيه وبين وزير على وشك أن يتخذ قرارا ينهى به ظاهرة شاذة وغير قانونية تنامت فى المستشفيات التابعة لوزارته فى غفلة من البعض وفى تواطؤ من البعض الآخر.
هكذا يمكننا أن نتوقع بل أن نؤكد أن الشائعة لم تكن بعيدة بشكل أو بآخر عن لوبى (الظلام) فى مصر، وهو للأسف لوبى كبير ومتشعب وممتد يجد له أنصارا خارج السلطة وداخلها أحيانا، هكذا صدرت الشائعة على سبيل التخويف أو ربما على سبيل التحريض أو ربما لإظهار القوة والقدرة على التأثير، والحقيقة أن الشائعة لم تكن بعيدة أبدا عن التصريحات الغريبة التى أصدرها د.حمدى السيد نقيب الأطباء حول موضوع نقاب الممرضات، وناقض فيها ما قاله لـ«روزاليوسف» قبل ثلاثة أسابيع حيث اعتبر فى تصريحاته المعدلة التى أطلقها فى البرلمان قبل 24 ساعة فقط من شائعة الاستقالة أن (نقاب الممرضات حرية شخصية)، وأن (الذين أثاروا القضية أثاروها لأسباب سياسية).
والحقيقة أن الأسباب السياسية موجودة لكنها موجودة وراء تصريحات نقيب الأطباء الذى قال ما قال لأسباب انتخابية تتعلق بتحالفاته مع الإخوان المسلمين الذين يسيطر ناشطوهم على عضوية مجلس نقابة الأطباء وعلى أصوات الكثير منهم، ولعل حالة د.حمدى السيد ينطبق عليها أنها جناية السياسى على العالم الكبير، فالرجل ذو تاريخ غير منكور فى الطب ويعرف قبل غيره أن ارتداء الممرضة للنقاب مسألة لاتجوز لا طبيا ولا صحيا ولا إنسانيا، لكنه أيضا نقابى وسياسى، اعتاد أن يمشى دائما على الحبل الرفيع بين الحزب الوطنى وبين جماعة الإخوان المسلمين، ولعله قال ما قال خوفا من أن يسقط من على الحبل الذى اعتاد دائما السير عليه كما يسير كثيرون من «لوبى النقاب» وليس بعيدا عن ذلك ما قاله فهمى هويدى ردا على كلام وزير الأوقاف من أن النقاب عادة لا عبادة حيث دافع عن الحرية الشخصية دفاعا فى غير موضعه. والحقيقة أيضا أن «روزاليوسف» عندما أثارت الحملة أثارتها لأسباب فكرية ومبدئية وضميرية ووطنية ومهنية، وقبل كل هذا لأسباب صحفية، حيث لم تثر حملة صحفية فى الآونة الأخيرة هذا القدر من ردود الفعل الإيجابية والسلبية والمؤيدة والمعارضة، سواء من قبل صحف زميلة أو مواقع على شبكة الإنترنت أو فى تصريحات مسئولين وشخصيات عامة تطوع بعضهم لأن يقول كلمة الحق دون أن نطلب منه مثل العالم والمفكر المستنير والشجاع وزير الأوقاف د.حمدى زقزوق، وتطوع بعضهم لأن ينافق ناخبيه والتيارات الظلامية مثل د.حمدى السيد نقيب الأطباء المتأسلمين!
والحقيقة أن موقف كل من د.حمدى زقزوق وزير الأوقاف ود.حمدى السيد نقيب الأطباء كانا عنوانين على موقفين، أحدهما شجاع لا يبالى فى الحق لومة لائم حتى ولو طالته سهام المزايدين، وهو موقف د.زقزوق والآخر موقف انتهازى والانتهازية تعنى هنا البرجماتية «النفعية السياسية» يستهدف المزايدة الانتخابية وهو موقف نقيب الأطباء رغم الاحترام الواجب لقيمة الرجل وقامته
للمزيد: روزاليوسف
3 comments lost
No comments:
Post a Comment