Sunday, July 20, 2008

الليبرالية بين الخاص والعام


حكاية حرية إرتداء النقاب، تثير إشكالية "الليبرالية بين الخاص والعام"، والخلط بينهما

كما في الديمقراطية، التي تشترط ثقافة عامة تمهد لفكرة تداول السلطة، وإلا ستصبح -كما هو الحال لدينا الآن- ممارسة فردية لآلية التصويت والإنتخاب، مجرد سلوك خاص يفرز لقيادة المجتمع أسوأ العناصر، لا لشئ سوى أنها القادرة على التعامل وإستغلال مناخ إنعدام الثقافة الديمقراطية !!! ه

كذلك، أيها السيدات والسادة، في الليبرالية، حقك في حرية السلوك الفردي "الخاص" ينتهي عندما يبدأ حق المجتمع الإنساني الذي إرتضيت العيش فيه "العام "!!! ه

النقاب إذن: حق خاص يضر بعدد هائل من الحقوق العامة !!! ه

النقاب إتهام دائم لكل من يراه منفرداً، إذ أنه تصدر من تلك القماشة الخيمية سب وقذف مستمر للآخر ً !!! ه

كذلك النقاب حالة دعوة للتمييز على أساس الدين، تضر الأساس القانوني الذي تقوم عليه الدولة الحديثة، وهي فكرة المواطنة !!! ه

كذلك النقاب تتوافر به أركان جريمة "النصب" التي يعرفها القانون الجنائي، فهو مظاهر خارجية للفعل الإحتيالي الذي يسهل للجاني التأثير به على إرادة المجنى عليه، والذي لولا هذه المظاهر الخارجية لما تأثرت إرادة المجنى عليه أو إنعدمت !!! ه

ً النقاب الذي هو: إعلان رغبة لإعتزال الحياة، كنا نحترمها جميعاً، لو صدق معلنوها، وحافظوا على إنعزالهم، وفعلوا كما يفعل الرهبان الذين يتركون عَرض الحياة الدنيا، هناك في الصحاري وكهوف الجبال، ولكنهم يريدون تأسيس الأديرة والغارات في الشوارع والميادين والأتوبيسات والميكروباصات، ثم في الجامعة الأمريكية، هو إنعزال وهمي !!! ه

الرئيس السادات وصف النقاب بـ "الخيمة"، واليوم وصفه محمد البدري بأنه دعوة للتعالي على قيمة المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات !!! ه

الأصدقاء في "مصريون ضد التمييز"، المحاكم تمتلئ يومياً بمئات وآلاف القضايا، وكل قضية فيها رابح وخاسر، برئ ومجرم، هذه هي طبيعة الأشياء، بل هي طبيعة الحياة، والتعاطف مع كل خاسر، بهذا الشكل والتبرع بالتبرير له على النحو الذي قام به سامر وسالي، أمر غير طبيعي وغير مفيد لقضية "منع التمييز" !!! ه

سامي حرك / المحامي بالنقض

3 comments lost

No comments: