Friday, July 25, 2008

البداوة

Friday, July 13, 2007

أثر البداوة على الإسلام

المراقب للساحة الإسلامية اليوم يتعجب كثيرا من الافكار التى تنسب الى الإسلام ومما يحدث بأسمه فالبعض يعطى نفسه الحق فى تكفير الأخرين واجبارهم على صورة حياة معينة تناسب مفهومهم او تفسيرهم للإسلام والبعض الاخر اتى بفكرة دار الاسلام ودار الحرب واعتبر ان اى ارض غير اسلامية من وجهة نظرة نهيبة من حقه فعل اى شيئ فيها او فى اهلها حتى يضمها الى دار الاسلام واغلب هذة الافكار لا يعود الى الى تعاليم الاسلام الذى لم يفرض اى نظام حكم وبشر بالإسلام كدين ودنيا وليس كدين ودولة بل الى عادات بدوية نتجت عن طبيعة الحياة البدوية للعرب قبل الاسلام وفرضت فرضا علي الإسلام وأصبح الكثيرين يعتقدون بأنها جزء من الاسلام والإسلام منها براء



فقد درج البدو الرحل على الانتقال من الارض بمجرد انتهاء الكلاء للبحث عن مراعى اخرى لحيواناته او يقوم بالإغارة على القبائل الأخرى والإستيلاء على مراعيها وممتلكاتها واستعباد اهلها ونتيجة هذة الحياة البدوية الرعوية لم ينمو عند الاعرابى الاحساس بالإنتماء الى ارض فحيث يكون المرعى تكون الارض فإذا انتهى الكلاء انتقل الاعرابى الى ارض اخرى تحتوى على كلاء او أغار على مراعى غيره من القبائل



وللأسف اضاف الاعراب الرحل بعض من طبيعتهم الى الإسلام بعد دخولهم فيه وصبغوه بصبغة بدوية اعرابية بدأت بعد وفاة الرسول وظهور مبداء الدولة الإسلامية الواحدة او دولة الخلافة التى يجب ان ترأس بعربى او هاشمى او احد اهل البيت وهو مالم يتم ذكره فى القرآن او السنة النبوية ولكنها فكرة اعرابية تناسب الطبيعة البدوية واستمرار لغريزة الإغارة على ممتلكات الغير وضمها الى ممتلكات الاعرابى وكما شاهدنا فقد خرج العرب من الجزيرة العربية ولم يكتفوا بنشر الدين كما امرنا ولكنهم استوطنوا البلاد التى فتحوها وهى ليست لهم ونقلوا مقر الخلافة خارج جزيرتهم بدء من الدولة الاموية لكثرة خيرات هذة البلاد فحيث يوجد كلاء توجد المضارب وليذهب الانتماء الى الارض اوالبلد الى الجحيم.

ومن بعد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه ارسى الخليفة عثمان بن عفان رحمه الله مبداء عدم التفرقة بين ماله ومال بيت المسلمين الامر الذى استمر من بعده حتى نهاية الخلافة فى اوائل القرن العشرين وخلال هذة المدة انتقل الكثير من الاعراب نتيجة فقر بلدهم (وانا لا اتحدث هنا عن الفتوحات بل الانتقال المدنى) الى بلاد غيرهم دون لمراعاة لحقوق اهلها واستوطنوها وشاركوا اهلها فى خيرها بالقوة وبالإغارة فى كثير من الاحيان حاولوا صبغها بعاداتهم وهم الضيوف ودائما عند ظهور بلاد اخرى توفر فرص افضل من التى استوطنوها تغلب عليهم الطبيعة البدوية ويتركوا ما استوطنوه الى حيث يوجد كلاء اكثر نتيجة لعدم انتمائهم وارتباطهم بأرض محددة ولم يحدث فى التاريخ هجرة عكسية وعودتهم لبلادهم الاصلية الا عندما امر الفاروق عمر رحمه الله بعودة القبائل العربية الاربع التى هاجرت الى مصر خلال عام المجاعة.

وقد تعامل الاعراب المهاجرين مع اهل الدول التى هاجروا اليها كفريسة وكانوا يقومون بالإغارة على القرى الامنة وسرقتها وسرقة المحاصيل من الارض الزراعية ثم الهرب والانتقال من مكان الى اخر وفى مصر وحتى وقت قريب كانت كلمة العرب مرادفة لكلمة الغجر وإن تغيير استعمال الكلمة فى عهد المرحوم الرئيس عبد الناصر وبالرغم من ذلك مازالت تستخدم بهذا المعنى الى الأن فى بعض اجزاء مصر.

وقد عجل بسقوط دولة الخلافة العثمانية الاسلامية خيانة الاعراب لها بقيادة عميل المخابرات الانجليزى لورانس العرب وتحالفهم مع البريطانيين (الكفرة من وجه نظرهم) ضد العثمانيين (المسلمين) خلال الحرب العالمية الاولى واجتياحهم للشام ودخولهم دمشق لأن البريطانيين وعدوهم بملك وخيرات هذة البلاد وتم مكفائتهم على ذلك بتوزيع اراضى دولة الخلافة عليهم ومنحهم ملكية كل من العراق والاردن ومن بعدها السعودية. والأن نجد ان اثار هذة الطبيعة البدوية موجود فى تعامل اهل الجزيرة العربية والذين يفضلون اليوم الاشارة الى انفسهم بالخليجيين مع غيرهم من شعوب العالم وخاصة بعد ظهور البترول فبدلا من نشر الدين نجدهم يعتبرون كل من لا ينتمى اليهم هدف لغاراتهم وان اختلفت طريقة الإغارة لتناسب العصر الحديث واعتبروا تشغيل الناس عندهم منه منهم وليست علاقة مصلحة متبادلة بين الطرفين وفى كثير من الاحيان تساء معامله الوافدين وطبعا هذا لا ينطبق على الامريكى او الاوروبى السيد الحقيقى عندهم وحيثما يذهب الاعراب تجد اما الافكار المتطرفة ومحاولات فرضها او الدعارة والفسق وبدلا من استغلال الخير الذى وهبه الله لهم لخير المسلميين نجدهم يضيعونه اما فى نشر التطرف او الفسق.

وكمثال حى على ذلك السيد اسامة بن لادن الذى كان يجب ان يغادر هو وزملائه افجانستان ويعود الى بلده بعد ان من الله عليهم بالنصر على السوفييت ولكن بدلا من ذلك تغلبت عليه الطبيعة البدوية واعتبر افجانستان ارضه واستثمر امواله فى احضار وتدريب اجانب لفرض افكاره وتفسيراته المتطرفة للدين على السكان الاصليين وبدلا من ان يذهب ماله وهو كثير فى بناء مدارس لتعليم ابناء المسلمين او فى مصانع لتشغيلهم او فى استصلاح اراضى لزرعها لهم او فى بناء مراكز تكنولوجية لبناء تكنولوجيا اسلامية تساهم فى تقدم البشرية بدلا من التخلف الذى نعانى منه كمسلمبن ذهب ماله الى تدريب المتطرفين وتفجير ممتلكات الغير وقتل الابرياء من المسلمين ومن غيرهم بإسم الدين ليتم له السيطرة على ارض ليست له. وفى النهاية اقول ان مبداء دولة اسلامية واحدة يحكمها إعرابى نتيجة لنسبه يؤمن بأنه يحكم بتفويض إلهى ويعتبر دخلها دخل شخصى له امر غير مقبول وليس من الاسلام كما ان اعطاء البعض لأنفسهم الحق فى فرض ما يعتقدوا انه الاسلام ويقوموا بتكفير من لا يتفق معهم ليس من الاسلام ولكن كل ذلك مردة للطبيعة البدوية التى صبغت الاسلام منذ نشئته وقويت بعد ظهور البترول.

توفيق راضى - مصر
أراب تايمز

6 comments lost

No comments: