Sunday, July 20, 2008

لن أخرس

Tuesday, June 12, 2007

اتصل بي شخص قال إنه مهندس، وإنه يتحدث نيابة عن زملائه في شركة اتصالات، وعاتبني علي صورة نشرت في الصفحة الأخيرة من العدد التذكاري لـ«المصري اليوم».. الصادر في مناسبة مرور ثلاث سنوات من عمر الجريدة.

الصورة التي استوقفت الباشمهندس ـ وهي من تصوير الزميل أحمد المصري ـ كانت لرجل ملتح علي دراجة بصندوق أمامي، وخلفه طفل وطفلة في زي مدرسي، والطفلة محجبة، وبذلك أصبح الطفل محشورا ـ كما بدا في الصورة ـ بين حجاب ولحية.. والسؤال المنطقي من وجهة نظري: أي مستقبل هذا؟.

اغتاظ الباشمهندس واعتبر السؤال سخرية من الحجاب، ثم اعتبر الحجاب «رمزا» ولم يقل «رمز لإيه بالضبط؟». وبعد أن غرقت معه في جدل بيزنطي حول تأويل الصورة، وحقه في أن يفهم منها ما يريد أن يفهم، وفقا لقاعدة «الإسقاط وظيفة المتلقي».. استأذنته في إنهاء الكالمة، لأن «ورايا شغل والموضوع ملبش».. لكنني لم أسترح.

كان الرجل هادئا وهو يتحدث، وسرعان ما بدأ يحتد وينفعل، كما لو كان «زانقني» في قفص اتهام، وكانت ذروة انفعاله في المائة من المصريات محجبات، ومع ذلك لا أعرف حتي الآن إلام يرمز الحجاب؟ هل هو رمز ديني أم وطني؟.. هل هو موضة أم حرية شخصية؟.. هل هو ستر للمفاتن والعورات أم ستر لـ«وحاشة» الشكل وبؤسه؟.. هل هو نفاق اجتماعي أم إعادة تمصير» لسلوك أصبح رائجا، لكنه ليس جديدا علي المجتمع المصري؟ أريد أن أسأل: كم محجبة تلتزم بفرضية أن الحجاب ينهي عن الفحشاء والمنكر؟.

وقد أتيح لي مؤخرا أن أسأل زميلة في الجريدة قررت فجأة أن تتحجب، وأعرف جيدا أنها قبل الحجاب كانت مثالا للعفة والحياء والبراءة. سألتها: «اتحجبتي ليه؟».. فردت بسرعة وبعفوية: «كنت خارجة من الجريدة ذات يوم،

وكنت اعتدت أن أمشي في شارع محدد، وصولا إلي محطة المترو، لكنني غيرت طريقي في ذلك اليوم، بعد أن علمت أن قطة داستها سيارة في هذا الشارع، فسلكت شارعا تقع فيه كنيسة، وكان الأقباط يحتفلون بعيد السعف، وبينما أسير في حالي، ظن بعضهم أنني مسيحية لأنني لست محجبة، فقدموا لي (بوكيه سعف) فرفضت و«اتضايقت» وقررت أن أتحجب فورا».

انتهي كلام الزميلة.. ولم أعلق، ولا أظن أنني سأعلق.. ومن الأفضل أن نظل هكذا: إن كان لنا في الحجاب خير فهو خير.. وإن كان لك في الحجاب رأي.. فاخرس.


محمود الكردوسي - مصر
المصري اليوم

=============================

1 comments lost

أنا لي في الحجاب رأي... ولن أسكت، ولن أخرس... ه

No comments: