Saturday, August 2, 2008

لماذا يكرهنا الرعاع؟

لماذا يكرهنا أغلب العرب

أننا للأسف تعلمنا من العرب والخليجيين كل ماهو سيء وقبيح، تعلمنا سب كل ماهو معارض لنا وذلك ما أصاب بعض المصريين نتيجة تقربهم للعرب وللخليجيين وابتعادهم عن العالم الأوروبي والأمريكي والغربي المتحضر

لنتناقش بهدوء، أولا لنلقي نظرة سريعة علي تاريخ مصر ولنعرف ما هي مصر وما قيمتها وسر عظمتها وأين تكمن قوتها : مصر دولة تأسست علي يد الملك مينا موحد القطرين، في زمن كانت باقي دول العالم (حتى المتقدم منها) تعيش في كهوف وفي خيام، في هذا الوقت كان أجدادنا يعيشون في منازل من الطوب، كانوا يرتدون الملابس والأحذية والحلي بينما كان باقي العالم حفاة وعراة، كانوا يعرفوا علوم الطب والهندسة والكيمياء والفلك والزراعة والري (علم التحنيط حتى وقتنا هذا مازال لغزا كبيرا يعجز العلماء عن فك طلاسمه) توالي علي مصر الملوك والأسر الحاكمة، وكذلك توالت عليها الحروب والصراعات ولكن ظلت مصر دولة قوية، في وقت اندثرت فيه حضارات بسبب وباء أو زلزال أو بركان أو حرب، حتى عندما هاجم الهكسوس مصر واحتلوا البلاد ماعدا الجنوب (وهي مدن الصعيد حاليا) كانت هناك المقاومة لكل ما هو غازي ومحتل وتمثلت في الملك أحمس وعندما قتل في معركة مع الهكسوس، تولي أخيه تحتمس مهمة الحكم بعده بتشجيع من والدتهم واستطاع بقيادة شعبه هزيمة الهكسوس ومن ذلك التاريخ لم تقم لهم قائمة واحد من السادة المتشنجين هايقولي فرعون مصر والكفر وعبادة الأصنام والأوثان والكلام إياه طب اسمح لي أقول لك كلمتين، فرعون مصر (وهو الملك رمسيس فرضا) غرق بجيشه في البحر الأحمر عند مطاردته للنبي موسي ومع ذلك لم تنتهي مصر بموته لو أراد الله تعالي لقضي علي مصر بمن فيها، يوسف نبي الله كان يحكم مصر مع الفرعون، ومر علي تمثال أبو الهول ومع ذلك لم يقم بتدمير الهرم أو أبو الهول ممكن حد يقولي ليه غزا الاسكندر الأكبر قاهر الجيوش ومحطم الممالك مصر فماذا حدث، عبد آلهتها في واحة سيوة في ذلك الوقت وسمي مدينة الإسكندرية باسمه، حتى عندما كانت في أوج ضعفها باحتلال الرومان لها، كانت مصر سلة القمح للعالم كله، كانت تطعم العالم وتعلمه، كانت بها أعظم مكتبة في العالم

كانت مدينة الإسكندرية منارة العلم في العالم كله مكتبة الإسكندرية التي استمر حرق الكتب التي بها والمخطوطات لمدة ثلاثة أشهر متقدة نارا، حتى عندما دخل العرب مصر، كانت مصر هي أغني شعوب العالم، يكفي انه عند وفاة عمرو بن العاص عثروا في خزائنه علي 300 إردب من الدنانير وهي غير قيمة الخراج والجزية التي كان يدفعها المصريون، ثم بعد ذلك توالي الحكام علي مصر وتوالت الفتن والمؤامرات، يكفي انه عندما حكمها العثمانيين أحد أسباب تأخر هذا الوطن، أخذوا للآستانة عاصمة بلادهم كل الصناع المهرة من مصر (بالقوة طبعا)، حتى حكمها محمد علي الذي رأي أن مصر لديها مقومات الدولة القوية والعظيمة، ولكن اتفق العثمانيين مع الأوروبيين علي محاربته وفعلا تمت هزيمته وضاع حلم تأسيس الدولة العظمي ولكن لم تضيع مصر، وتوالي الحكام، هل تعلموا يا سادة انه في وقت كانت أوروبا يحكمها رجال الدين ويبيعون صكوك الغفران، ويعتبرون من يقول أن الأرض كروية يستحق الحرق بالنار

كان لدينا رفاعة الطهطاوي وطه حسين، كانت تجارة العبيد مازالت تسود العالم، كانت مصر تعرف معني كلمة انتخابات وحكومة منتخبة وكانت دولة مثل بريطانيا تستدين من مصر، كانت مصر مقصد الأجانب الذين يرغبون في رغد العيش والبعد عن الحروب، والعيش في أمان (أقصد بذلك الحرب العالمية الأولي والثانية) كان يعيش فيها أفراد من كل جنسيات العالم ومن كل الأديان ولم يشعروا أنهم أغراب بل أبناء وطن، توالي عليها الاحتلال الإنجليزي والفرنسي وذهبوا وظلت مصر شامخة، مصر كانت لديها عالمة ذرة مصرية معروفة في جميع أنحاء العالم المتقدم اسمها سميرة موسي، وأيضا من رائدات التنوير هدي شعراوي ، نبوية موسي ، صفية زغلول في وقت كان هناك أيضا موضة الميكرو جيب والميني جيب ولم يكن هناك لبس الخمار والحجاب والنقاب والبرقع والشادو وما شابه ذلك من الأزياء التي تم فرضها علينا من الخارج باسم الدين ،لم نخصص في المواصلات العامة عربة للسيدات مثلما يحدث الآن وفي ذلك مهانة للمرآة وليس احتراما لها (عزل فئة من مجتمع ما يكون لسببين إما أنها أعلي شأنا أو أقل شأنا) ومع ذلك لم تكن هناك حوادث تحرش جنسي كالتي نسمع عنها الآن، بل كان الأبناء يقبلون يد والديهم ويكنون الاحترام لكبار السن في ذلك الوقت كانت هناك جماعات من الرعاع في مناطق من العالم تقتل البنات بدفنها أحياء عند ولادتها إذا متي بدأ انجرافنا إلي الهاوية، بمجرد ظهور البترول عند الخليجيين ظهرت الأحقاد والكراهية ضد كل ما هو مصري، هل تعلمون يا سادة أنه عندما قامت حرب أكتوبر المجيدة (والتي خضناها دفاعا عن عرب باعوا هم أصلا قضيتهم) وارتفع سعر البترول عالميا، حقق هؤلاء مكاسب هائلة من جراء ذلك، إن مصر لديها مقومات بناء أعظم دولة في العالم ولكن للأسف هناك مخططات آتية من الشرق ومن الخليج لتدمير ارض الكنانة وللأسف بمساعدة بعض أبناء هذا الشعب، ولكن عن جهل وعدم معرفة، لنعطي الفرص لحكوماتنا وحكامنا ووزرائنا ونساندهم لكي نقود بلدنا إلي التقدم، يا سادة لنتجه ناحية الغرب ولا نصدق ما يقال من بعض الآراء المتخلفة بأن الغرب يكيد لنا المكائد، وألا فليسمح لي السادة المتشنجون طالما تكرهون الغرب لماذا يهرب شبابنا في قوارب خشبية متهالكة ويواجهون خطرالموت، لماذا تتجه هذه القوارب إلي ايطاليا وأسبانيا ولا تتجه إلي الخليج

مثلا، هل تعلموا لماذا، لان هناك في الغرب حتى لو تم القبض عليه سيعامل بآدمية، هلي تعلم عزيزي القاري المصري انه إذا رفض المحتجز الإفصاح عن اسم بلده القادم منها (حتى لا يتم ترحيله إليها) فإنهم يحتجزونه لمدة تقريبا حوالي أسبوعين ثم يطلقون سراحه، لنتخيل ماذا سيحدث إذا ضل واحد من هذه القوارب الطريق وحط علي ساحل دولة خليجية، ساترك لسيادتكم حرية التفكير والتخيل عما سيحدث لهؤلاء المساكين، ثم لماذا نقف في طوابير طويلة أمام السفارة الأمريكية وسفارات الدول الأوروبية الاخري في انتظار الحصول علي تأشيرة، (بالمناسبة أود أن أشير إلي معلومة، وهي أن أمريكا هي التي أجبرت انجلترا وفرنسا وإسرائيل علي وقف العدوان الثلاثي علي مصر إبان تأميم قناة السويس وذلك بتهديدها بالتدخل في الحرب لصالح مصر) لماذا لا نذهب لهذه البلاد بالطرق السليمة عن طريق الهجرة الشرعية اقسم بالله إنني علي استعداد لمساعدة من يرغب في ترك هذا الوطن الحبيب والهجرة منه سأقوم بمساعدته مجانا (ليس ماديا طبعا) بتجهيز أوراقه لحصوله علي الهجرة بأحدي الدول الأوروبية أو استراليا أو كندا أو أمريكا ولكن بشرط إن يكون مؤهلا لذلك وتنطبق عليه شروط الهجرة لهذه الدول (يعني بالبلدي كده مش ييجي واحد معاه محو أميه أو راسب ثانوية عامة وعاوز يهاجر) تلك الدول تعطي للمهاجر إليها الجنسية مثل أي مواطن من أبنائها وليس مثل دول خليجية تمنح المهاجرين جنسية من الدرجة الثانية

يا سادة لنبتعد عن كل ما هو خليجي ولنتجه نحو العالم المتقدم الذي سبقنا كثيرا جدا، لا تخافوا علي هويتنا، بل بالعكس فليخاف الغرب علي هويته منا، مصر التي يعايرنا الخليجيين بأننا نأكل الفول هل تعلموا يا سادة انه وجبة مفضلة لدي العديد من الأجانب الذين اعرفهم والذين قابلتهم في مصر، هل تعلمون بأن دولة مثل فرنسا يعرف شعبها جيدا إن الفراعنة هم أول شعوب العالم التي استخدمت أدوات المائدة في تناول الطعام، يا سادة إن الأصل في الإنسان المصري هو حبه لوطنه ولحكومته، لأنه إنسان صاحب وطن ويعرف معني كلمة وطن، أما ما تعلمناه من الخليج فهو المؤامرات والفتن والاغتيالات والتفجيرات، والانقلاب علي الحكام، يا سادة هؤلاء لا يعرفوا معني كلمة وطن لماذا ؟؟؟ لسبب بسيط جدا... لنري تاريخ هذه الشعوب، كانوا مجموعة من البدو يتنقلون وراء المرعي والعشب والمطر، حتى الزراعة لم يكونوا علي علم بها، كانوا يعيشون في خيام حتى يسهل فكها وتركيبها من مكان لآخر، كانوا دائمي الترحال والاقتتال فيما بينهم، وبالتالي لم يعرفوا لهم وطن ما، انظر إلي الآثار الموجودة في المتحف الوطني لأي من هذه الدول، ستنتابك نوبة من الضحك الشديد، يكفيك فخرا أنك تعيش في مصر التي لديها ثلث آثار العالم، قارن بين سلوك السادة الأوروبيين والأمريكان عند زيارتهم لبلادنا وبين سلوك أولئك الرعاع لم يحدث أن قام أيا من الأجانب بسب المصريين وشعبها عندما يفقد الوعي من كثرة شرب الخمر، لم يحدث اعتداء وتطاول علي جيرانهم من المصريين، لم يحدث أن تشاجر أي من الأجانب مع سائق تاكسي، لم يحدث أن قام أوروبي أو أمريكي بمغازلة الفتيات في بلادنا

لقد زادت أعداد هؤلاء الرعاع في بلدنا مصر ليس حبا فينا، هل تعلمون لماذا، اسأل أيا من المقيمين في الخارج وسيقول لك الحقيقة، لقد كرههم أغلب الأجانب وأصبحوا يعاملونهم باحتقار، لقد قاموا بتسميم عقول بعض الشباب للأسف كان من بينهم مصريين، وقاموا بتنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فماذا كانت النتيجة، النتيجة يا سادة هي أنهم في الغرب أصبحوا يخشون ويكرهون كل ما هو عربي، أصبح وجود ذوي الملامح العربية في المواصلات أو أي مكان عام هو مصدر قلق للمتواجدين، إننا ندين بالشكر للأمريكان لأنهم بعد هذه الكارثة التي حلت بهم لم يقوموا بأعمال القتل والسحل لأبنائنا المصريين المتواجدين علي أراضيهم، تخيل معي عزيزي القاريء لو أنه قام أمريكي بقيادة طائرة وقام بتنفيذ مهمة انتحارية وتدمير تمثال أبو الهول مثلا، ألن يقوم بعضا منا بالمطالبة بقتل الأمريكان وطردهم من بلادنا وستقوم المظاهرات وتبحث عن كل ما هو غربي ويسقط العديد من الضحايا منهم يا للخجل الذي يعتريني منهم، شاركنا في قتل أبنائهم وحاولنا تدميرهم وأذيتهم، ومع ذلك مازالوا يمدونا بالمعونة ويرحبون بالنابهين والمتميزين منا وأقول للسادة المتشدقين بالقومية العربية وبالعروبة وما إلي ذلك من عبارات بالية، إنها ليست دعوة للكراهية لهم ولكنها دعوة لنا لكي نفيق من غفلتنا ولكي نري أعدائنا الحقيقيين، ولنري مصدر الشر، ولندرك مدي فداحة ما آل إليه وضعنا الحالي نتيجة تقربنا منهم، لنحتفظ بمصريتنا وبأزيائنا وبلهجتنا العامية وبتقاليدنا وبإسلامنا، ونحاول اللحاق بركب الدول المتقدمة فقد تأخرنا كثيرا نتيجة تقربنا منهم يا سادة من أراد فينا العمل علي التقدم والرقي فالطريق سهل ومفتوح اخلص في عملك وابتعد عن كل ما هو خليجي واعمل علي تطوير قدراتك ومهاراتك، أما من أراد عكس ذلك فليذهب إلي الجحيم اقصد الخليج فالطريق مفتوح أمامه




======================

لماذا يكرهونا؟ لإنهم رعاع... هل قرأ المصريون؟ هل فهموا؟ هل وعوا الدرس بعاليه؟

يكاد يلخص هذا المقال الأكثر من ممتاز كل ما أريد أن أقوله في هذه المدونه!!! ه

october 2007
11 comments lost

No comments: