Thursday, July 10, 2008

علي الهامش

مارس 2007

لو سألت عن الحجاب الإسلامي قردة من مجاهل إفريقيا، مطلعة جيّداً على تاريخنا الماضيء خاصّة محيي السنّة ومميت البدع، المتوكّل على بعل زبّول العبّاسي، صاحب "أنظف" سمعة جنسيّة في التاريخ الكوني، وكذلك مطلعة على فقه أئمتنا الأربعة ومعهم، على البيعة، أئمة الإثنيعشريين، أمثولة الطباطبائي والصدر الكاعب، الذين لا يشبهون من الكائنات الحيّة هذه الأيام غير المطربة صباح: في أنّ الله خلقهم وأغلق باب الاجتهاد، يعني كسر القالب أوّلاً، وفي أنّ صلاحيتهم "الغذائية-الدوائية"، ثانياً، انتهت منذ زمن لا يعرفه إلاّ الله؛ فسوف تردّ القردة المغرقة في ثقافتها: كم أنت جاهل أيها الإنسان!!!!! ألا تعرف أن الحجاب فرض "فقط" للتمييز بين الأمة والحرّة في صدر الإسلام؟ أنتم، يا بشر الغباء والعقول المقفلة، لا تزالون تفكّرون عبر طاقة أدنى المشاعر وأكثرها حيوانيّة! فقط اقرأوا تاريخكم لتعرفوا أن كل ما يقوله المشايخ والشيخات – الشيخات أسوأ موضة عرفها "الشارع" السوري - لا يخرج عن إطار الدجل المقدّس! ه

تحتار أمام هذه القردة الجميلة الذكيّة؛ تحكّ رأسك وتحاول التذاكي عليها، لتسأل من جديد: أيتها القردة المفكّرة؛ لكن إمامنا المتلفز، أونكل عمرو خالد، يوقف ويستوقف ويبكي ويستبكي على الحجاب وأهميته وكيف أن الله يصاب بنوع مزعج من تشنج الكولون – أرجو أن لا يقرأ هذا الكلام وزير صحتنا المفدّى حتي لا يطلب منّا أن نعمل له حجامة – إذا لمح خصلة شعر إمرأة في الشارع العام؟

تتضايق القردة ذات الثقافة غير السطحيّة؛ فتقول: أنا أكره عمرو خالد لأنه يذكّرني بأسلافي في مرحلة ما قبل الدارونيّة! شوف يا غبي! ألا ترى كم تفّه عمرو خالد الناس معرفيّاً حين صوّر لهم، على طريقة أفلام المرحوم فريد الأطرش، الصحابة الكرام – يخز العين عليهم – وكأنهم مجموعة" من الملائكة لا عمل لها إلاّ التسبيح؟ التسبيح، يا ذكي، لا التشبيح! طيب؛ هل قرأ عمرو خالد "صحيح" – هكذا اسمه، والله – البخاري؟ البخاري يقول في صحيحه، نقلاً عن نبيّه، إن فاطمة – بنت النبي – بضع من أبيها، ومن أغضبها فقد أغضب النبي، ومن يغضب النبي، تحصيل حاصل، يغضب الله؛ ويقول في "صحيحه" إن فاطمة هذه ذاتها، ماتت غاضبة على أبي بكر وعمر؛ ويقول في "صحيحه" أيضاً، نقلاً عن نبيّه
من مات مخالفاً إمام زمانه - مثل فاطمة وأبي بكر يعني - مات ميتة جاهلية؟ هل تستطيع حلّ هذا اللغز؟! ه

ألم تقرأ في كتب التاريخ، يا جاهل، أن عمر بن الخطّاب – الفاروق يعني - أمر بحرق بيت علي وفاطمة لأنهما رفضا مبايعة أونكل أبي بكر؟
ألم تقرأ أيضاً، يا شَبَه التلفزيون السوري، أنّ الصحابي الجليل، سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، قتل الصحابي الجليل الآخر، في حوّارين - من محافظتي، حمص - سعد بن عبادة لأنه رفض مبايعة الصحابي الجليل - أيضاً - أبي بكر الصديق؟
ألا تعرف، يا ضناي، أن أم المؤمنين، السيّدة عائشة، طالبت بقتل الصحابي الجليل - ما هذه القصة؟!! - ذو النورين عثمان بن عفّان، فدخل أخوها، شبه الصحابي إبن أبي بكر وربيب علي إبن أبي طالب وإبن زوجته، علي هذا المنور ليقتله بطريقة أين منها صنائع هولاكو؟

ألا تعرف أيضاً، أنه في سبيل الملك، قتّل الصحابة بعضهم بعضاً في معركة الجمل، التي كان رأس أحد طرفيها أم المؤمنين إياها وابن عمّها - إتهمه النبي مرّة بعلاقة مريبة مع بنت العم؛ فردّ هذا الرضي المرضي: لئن مات محمّد لتزوجتها من بعده - طلحه وابن عمّة النبي الزبير، والرأس الآخر، علي بن أبي طالب، وهذه الدفعة من الصحابة مبشّرة كلها بالجنّة؛ فقتل الزبير وطلحة وكادت الست أن تسبى! مع ملاحظة أنهم جميعاً، قشّة لفّة، مبشّرون بالجنة: والله! والنبي، صلّى الله عليه وسلّم؛ بحسب البخاري، يقول: ما اقتتلت فئتان من أمتي إلاّ وكانت كلتاهما في النار! حلّها إذا كان باستطاعتك حلّها؛ تبشير بجهنم والجنّة في آن واحد! ه

أمّا علي ومعاوية وعمرو بن العاص - يشترك الأخيران في السمعة غير العطرة من ناحية الماما؛ وبأن البابا، بعكس أحاديث البخاري، مختلف عليه - هل يعرف المسلمون الأذكياء أن عامل معاوية، حين ألقى القبض على محمد بن أبي بكر دحشه حيّاً في بطن مار ميت،وأحرقه !!! والله! من لا يصدّق ليسأل الملاك عمرو خالد!! ه

هل تعرفون أنه كان مكتوباً على شاهدة قبر الصحابي الجليل، حجر بن عديّ، في قرية عدرة السوريّة: هذا قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي، الذي قتل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، لأنه رفض أن يشتم الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب؟

هل أذكّركم، وأنا القردة، بما فعل يزيد ببني هاشم والحسين بخاصّة: لعبتُ هاشم بالملك فلا ملك جاء، ولا وحي نزل

ما علينا! هذا كلام أمير المؤمنين، يزيد بن معاوية، رضي الله عنهما وأرضاهما!! ه

أننتقل إلى فصل الحجّاج وعبد الله بن الزبير، ابن ذات النطاقين؟ أم نحكي عمّا فُعل بزيد بن علي؟ رأيي أن نتوقف قليلاً عند فضائل هشام! الوليد الثاني أفضل؟ ربما مروان الحمار، صاحب النهاية الشيكسبيرية، هو أفضل من يختصر تاريخنا العربي المضيء. هل نحكي لكم كيف قتلت السيّدة الخيزران ابنها الهادي من أجل ابنها الآخر، هارون الرشيد؟ أم نحكي لكم كيف قتل المأمون أخاه الأمين في سبيل الملك؟ ما رأيكم أن نتحدّث قليلاً عن متوكلنا الذي قتله بنه البار، وكان البابا مخموراً بين غابة من سيقان النساوين الجواري، في سبيل الملك؟ طيب: ما رأيكم بمرور سريع على تاريخ قاضي قضاة بغداد زمن كمشة من أمراء مؤمنينا الأفاضل، المدعو يحيى بن أكثم؟ بصراحة ربّنا: لأن هذه القرطة ستحتلّ بتفاصيلها المملة صفحات كتاب كمشة بدو، ما من سبب يبرّر حرق التفاصيل الآن! لكن: أيتها القردة الحكيمة، ألا تعرف التائبات على يد الرجل - بلا تشبيه - عمرو خالد هذه القضايا؟ أجابت القردة الوقحة: أيها العربي الأغبى؛ التائبات، خاصّة منهن الفنانات، لا يرغبن بتحاميل المعرفة إلاّ من صيدليّة دكتور الوعي، عمرو خالد. إنهنّ مقفلات - باستثناء الأخت البتول، سحر حمدي - إلا علي ما تدسّه فيهن أصابع عمرو خالد من "أفكار"!

نبيل فياض

No comments: