Tuesday, July 15, 2008

كل سنة وكل البشر بخير


April 2007
أيها اليهود العرب... عيد فصح سعيد!

هشام الطوخي

فى هذه المنطقة من العالم... الشرق الأوسط... حيث مايزال الانسان معتزلاً... مرعوباً فى المغارات و الكهوف... لائذاً بهلاوسه العقلية وأساطيره التى اخترعها وطورها الكهنة منذ "سومر"... متوتراً... متحفزاً... قابضاً على كل ما تطوله يداه من أدوات... حجارة, صوان، فروع شجر، سكاكين، سنج، سيوف، جنازير، مياه نار، مطبوعات، فضائيات

يصرخ مذعوراً... يقذف بها فى وجه كل كائن حى آخر غريب يدنو من كهفه أو يعبر أمامه... فى منطقة كتلك...
ليس غريباً أن تُعتبر تهنئة بالعيد توجه الى شخص مختلف فى العرق أو الدين أو العقيدة بمثابة اعلان حرب وتهديد للوجود...!

ينتفض المرعوبون... يصرخون فى تشنجات عصبية ويلوحون بالحراب فى وجه من يجرؤ علانية على تهنئة المختلفين بالأعياد

فى مقالنا السابق هنأنا الأفغان والأكراد بعيد النيروز... وهنأنا "المصريين البهائيين!" ه
وجاءت الرسائل من داخل المغارات... ه

طوفان من العنصرية و الكراهية والقبح و الشتائم

وهو أمر ليس بغريب ولا جديد... و يُفترض ! له - هنا - أن يكون

الشيء العجيب أن معظم هذه الرسائل التى استثارتها تهنئة "المصريين" البهائيين بعيدهم جاءت من مغارات "المملكة السعودية" و دول الغرب الكافر... "أوروبا " و"كندا" و "الولايات المتحدة"! ه

رسالة لافتة منها ضُمنت فتوى رسمية للشيخ الوهابى العلامة مفتى السعودية الجليل الراحل "ابن عثيمين"... هذا جزء من نصها:- ه

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم سؤال رقم ٩٤٧

السؤال:
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم؟

الجواب:
الحمد لله
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب (أحكام أهل الذمة) حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، (فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه." انتهى كلامه - يرحمه الله -.

(مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين٣/١٦٩)


ونحن ها هنا نُجيب:

فى هذه الأيام المحتشدة بالأعياد، وكما هنأنا "المصريين البهائيين" بعيد النيروز، وكما نهنئ " المسلمين " بالمولد النبوى... نهنئ "المسيحيين " العرب بعيد القيامة المجيد... ثم نقول:

أيها اليهود العرب:
عيد فصح سعيد

فى منطقة الشرق الأوسط العربية... عاش كثير من أبنائها لأكثر من ألف عام يهوداً... أكثر من ألف عام قبل أن تظهر المسيحية وقبل أن يظهر الاسلام...

اليوم... كثير من مسيحيى العرب هم أحفاد هؤلاء اليهود... أجدادهم كانوا يهوداً وان لعنوهم ! وقالوا: صلبوا المسيح... وكثير من مسلمى العرب اليوم هم أحفاد اليهود... أجدادهم كانوا يهوداً وان لعنوهم وقالوا: قردة وخنازير!

فى مصر عام ١٩١٧ كان عدد المصريين اليهود ٥٨١ر٥٩ ... مصريين لحماً ودماً.... ساهموا مع بقية المصريين مسلمين ومسيحيين فى النهضة المصرية الليبرالية... منذ بدأها "محمد على" الى أن أنهاها "العسكر" وصفاها "العروبيون"!

فى السياسة... كان منهم موسى قطاوى عضو الجمعية التشريعية المصرية... ووزير المالية ثم المواصلات فى حكومة عام١٩٢٥ مؤسس خط سكة حديد أسوان، و "شركة ترام وسط الدلتا"!

ومنهم يوسف قطاوى رئيس مجلس السافارديم المصريين... عضو لجنة صياغة "دستور ١٩٢٣" الذى يتباكى عليه اليوم.... المصريون!

ومنهم أعضاء كانوا فى لجنة التفاوض على أجل الغاء " الامتيازات الأجنبية " عام ١٩٣٧

ومنهم المحامى زكى عريبى عضو لجنة صياغة "دستور ١٩٥٦"!

أسسوا "شركة الملح والصودا" عام ١٩٠٦ و"الشركة المصرية للبترول" بعد ثورة ١٩١٩ و"شركة مضارب الأرز" عام١٩٤٧ و"البنك العقارى المصرى" عام ١٨٨٠، و "البنك الأهلى المصري" عام ١٨٩٨، و"البنك التجارى المصرى" عام ١٩٠٥، وساهم "ريكو" المصرى اليهودى مع "طلعت حرب" فى "! تأسيس "بنك مصر"... وأنشأوا شركات "صيدناوى" و"هانو" و"ريفولى" و"شيكوريل" و"بنزايون" و"عدس" و"عمر أفندى" و"شملا" و"جاتنيو" و"بونتبوريمولى" للأثاث والديكور

وأسسوا شركة "مساهمة البحيرة" وشركة "وادى كوم أمبو".... وأقاموا فنادق "سان استيفانو" و"مينا هاوس" و"كونتيننتال " و"سافوى"!

فى الفن.... كان منهم مبدعون وفنانون شاركوا فى احياء الموسيقى والغناء وانشاء السينما و المسرح المصرى...

أسس ايلى موصيرى شركة "جوزى فيلم" عام ١٩١١ لتكون أولى شركات دور العرض السينمائى! وأسسوا سينما "الكورسال الصيفى" و"الكورسال الشتوى" و"سينماتوجراف بالاس" و"سينماتوجراف المنظر الجميل" و"سينما لوكس" و"راديو" بالقاهرة، وسينما "فريال" و"راديو" بالاسكندرية!

أسس "يعقوب صنوع" (أبو نضارة) المسرح المصرى، وكان "الخديو اسماعيل" قد أطلق عليه لقب "موليير مصر" .. ولمن لا يعرف فيعقوب صنوع المصرى اليهودى هو صاحب شعار "مصر للمصريين"!

ومن المصريين اليهود المبدعين الموسيقار "داود حسنى"، صاحب "قمر له ليالى" و"كليوباترا" و"معروف الاسكافى"!

ومنهم المخرج الكبير "توجو مزراحى" صاحب فيلم "سلفنى ٣ جنيه " و فيلم "سلامة" لأم كلثوم ! ومنهم "زكى مراد" وابنه الملحن الكبير "منير مراد وابنته المطربة العظيمة "ليلى مراد"... ومنهم "راقية ابراهيم" و"الياس مؤدب" و"نجمة ابراهيم" و"كاميليا" و"نجوى سالم" و"عمر الشريف"!

فى ٢٥ أكتوبر ١٩٥٢ بعد "انقلاب العسكر" قام الرئيس "محمد نجيب" بزيارة معبد "اليهود القرائين" لتهنئة المصريين اليهود بعيد كيبور!!!

فى عام ١٩٥٦ كان عدد المصريين اليهود٦٠ ألفا، عاشوا مصريين روحاً ودماً... تم تهجير مايقارب ٢٠ ألفاً منهم مابين عامى ١٩٥٦ و ١٩٦١ ... وتم الاستيلاء على أموالهم و رُحل ما تبقى منهم بعد قرارات التأميم عام ١٩٦١ووُزعت الكثير من بيوتهم وأملاكهم على ضباط الجيش بعد أن انتهت النهضة واستبد بمصر الزعيم الخالد!

اليوم... ونحن فى عام ٢٠٠٧ لم يبق من المصريين اليهود الا أقل من ثلاثمائة فرد... صاروا "أخيراً مواطنين"... بعد "تعديل المادة الأولى" من الدستور!

....................................

فى العراق... ألقى "نورى السعيد" كلمة فى مؤتمر "المائدة المستديرة" بلندن عام ١٩٣٩ قال فيه: "يسكن العراق مائتا ألف يهودى يقيم معظمهم فى بغداد"... فى عام ١٩٥٠ بدأ تهجيرهم... فى عام ١٩٧٦ كان المتبقى منهم أقل من أربعمائة عراقى يهودى!

..................................

فى المغرب كان عدد المغاربة اليهود يقدر ب ٢٨٠ ألفاً عام ١٩٥٠ ... اليوم، في عام ٢٠٠٧، يعيش مايقارب الخمسة آلاف مغربى يهودي تحت رعب التفجيرات الانتحاري...ة

فى ١٦ مايو عام ٢٠٠٣ تعرضت ممتلكاتهم ومقابرهم لموجة من التفجيرات... سقط فيها ٤٥ قتيل! وفىسبتمبر ٢٠٠٣ قتل أحدهم مطعوناً بسكين، وقُتل آخر رمياً بالرصاص !

.................................

فى تونس يعيش أكثر من ٣٠٠٠ تونسى يهودى فى حرية منذ عهد الرئيس الراحل "الحبيب بورقيبة"، شغل منهم "ألبير بسيسى" منصب الوزير فى احدى الحكومات! لكنهم -رغم ذلك- لم يسلموا لا من عداء حركة النهضة الاسلامية ولا من التفجيرات الانتحارية

فى أبريل ٢٠٠٢ تم تفجير أقدم معبد يهودى فى أفريقيا أُنشى عام ٥٦٦ قبل ميلاد المسيح في جزيرة "جربة" وسقط ٢٠ قتيل!

...............................

رغم ذلك

رغم التأميم... ورغم التهجير... ورغم الطرد... ورغم التفجيرات... ورغم العنصرية والعداء والتهميش... ورغم "سبهم" بـ"أقبح الشتائم" فى "صلوات" "المؤمنين فى "كل" المساجد العربية و"بعض" الكنائس... وتكفيرهم ولعنهم وتخوينهم فى الكتب وفى الصحف وقنوات التليفزيون الحكومية والخاصة...

رغم كل هذا

فما يزالون يعيشون فى مصر وفى العراق وفى اليمن وفى البحرين وفى تونس وفى المغرب وفى ليبيا وفى سوريا وفى لبنان وفى الجزائر وغيرها من دول الشرق الأوسط العربية... وما يزالون يحتفلون بأعيادهم فى صمت منسيين!

وما يزالون يعشقون أوطانهم التى قست عليهم ولا يرتضون عنها بديلاً!

فهل أقل من أن نقول لهم: أيها العرب اليهود.......... عيد فصح سعيد؟؟


هشام الطوخي - مصر
مهندس ميكانيكي وشاعر وكاتب ليبرالي

=========================================================
تعلبقات على الموضوع

Date: Tue, 10 Apr 2007 10:38:50 -0400
From: netsib9@netscape.net
الأنصاف وإعطاء الحق لأهله من الصفات والاخلاق الإلهية والخصائل الحميدة. تحيتي واحترامي للكاتب الجليل لشجاعته ولإنصافه. بارك الله فيه وزاد من امثاله لإصلاح ما تدهور في عصرنا الحاضر وتدارك مافات
فيصل


Mon, 9 Apr 2007 14:18:53 -0700 (PDT)
From: "EMAD YOSSIF"
هذه المقالة ليست فقط مبادرة؛ بل فتح جديد، وضربة للفكر الرجعى المتحجر الذى يصب العفن القومى الشوفينى العنصرى والظلامية الدينية اللاانسانية فى عقول أبناء العربية.
انها خطوة حقيقية نحو تفعيل مبدأ المساواة والمواطنة والاعتراف بوجود الآخر وحقه فى الحياة معنا بنفس الحقوق والواجبات على أرض وطن واحد يعترف بكل أبنائه ولا يشوههم لأغراض المصالح والسياسة
الآن لم اعد خائفاً على وطنى، لانه لم تعد أصوات العدائية والطائفية التى تدمر المجتمعات وتقسمها بالحروب الطائفية كالعراق ولبنان وفلسطين والسودان منفردة بالساحة، اصوات مستنيرة كصوت هشام الطوخى وزملائه من ورثة رواد الليبرالية العربية كطه حسين وأحمد لطفى السيد وسعد زغلول وسلامة وموسى سوف تصحح البوصلة المعوجة وتضعنا على الطريق الصحيح نحو بلد مدنى حديث يعرف المساواة والتسامح.
شكرا للأستاذ هشام الطوخى وشكرا لموقع شقاق الشرق الاوسط لنشره هكذا مقالات لكتاب عقولهم مستنيرة.
د / عماد يوسف


Mon, 9 Apr 2007 14:53:06 -0700 (PDT)
From: "rania khalid"
الخلط بين اليهود كأصحاب ديانة والصهيونيية كأصحاب سياسة هو ما يفعله العنصرييون على حسب الهوى العرقي او الديني طول الوقت، سمعنا هذا الكلام مليون مرة، وهو يشبه الخلط بين الأقباط فى شبرا والاحتلال الفرنسى او الانجليزى، ويشبه الخلط بين المسلمين فى سوق الموسكى والمحاكم الشرعية فى الصومال او الطالبان فى افغانستان، اليهود كانوا يعيشون بالملايين فى كل الدول العربية وحتى بعد قيام اسرائيل ولم يهاجروا لاسرائيل بعد قيامها سنة ١٩٤٧، حتى جاء عبد الناصر والقوميين العرب وشنوا الحرب عليهم لطردهم وسرقة اموالهم بدوافعهم العنصرية، والارقام التى تخبر عن عددهم فى الدول العربية بعد عام ١٩٥٦ فى المقالة تفضح ذلك ، ومعظم اليهود هربوا الى فرنسا وامريكا واوروبا، وحتى اللذين هاجروا لاسرائيل كانوا فقراء ولم يجدوا مكان يذهبوا اليه الا هناك بعد ما طردهم القوميين العرب من بلادهم، الى اين كان يمكن ان يذهبوا، انهم لو عرض عليهم الأن العودة الى بلادهم لاختاروا العودة، كفى كذب وتزييف للامور من اجل المصالح ،
تحية للكاتب الشجاع، وعيد سعيد لليهود العرب وعيد شم نسيم جميل لكل المصريين مسلمين ومسيحين ويهود وحتى يهائيين


Mon, 9 Apr 2007 15:59:32 +0200
From: "Sameeh Eid >"
Date: Sun, 8 Apr 2007 17:22:50 -0600
Greeting others who are of a religion different from ours on the occasion of their religious feasts is an act of civility which we often lack in our Middle East societies.The author of this article reminds us of this fact stressing the importance of allowing room for civility in our social relations .
Ragai Makar
Emeritus Librarian
USA

Sun, 8 Apr 2007 15:59:47 -0700 (PDT)
From: "nawal alsayed"

الاستاذ العظيم هشام
ما اروعك واما اروع فكرك الذى تقدمه ونحن نحتاجه بشده هذه الايام الذى يصرخ فيها المنعزولون فى الكهوف، ويملؤن حياتنا بالكراهية والعنصرية ليحبسونا مثلهم فى الكهوف، هذه اول مرة يهنى فيها احد اليهود العرب الذين ظلموا ويعيشون بين الدول العربية كالاشباح ويخاف كل الناس منهم ولا يتذكروهم الا باللعن ويريدون قتلهم بالليل والنهار، رغم انهم كما جاء فى المقالة ساهموا فى النهضة، كنت اسمع ان اليهود كان لهم شركات كباتا وصيدناوى لكن لم اكون اعرف انهم عملوا كل هذا ورغم ذلك تم طردهم، وهى جراة لا يمكن ان تاتى الا من مفكرين الليبرالين الشجعان الذين لا يهتمون الا الحقيقة... هذه المقالة تعتبر مبادرة كبيرة نحتاج منها المزيد والمزيد لجعلنا نتفائل ونشعر ان العالم ليس كله شر وان الخير موجود، وان الحب ممكن ان ينتشر بين كل الناس المسلمين والنصارى واليهود والشيعة والبهائين والبوذيون والهندوس، فنحن كبشر نحتاج للحب، وتعبنا من الكراهيه والتكفيرو القتل، وكل سنة وكل الناس بخير، المسلمين والمسيحين واليهود وكل البشر
نوال عبده
مصر

=========================================================

هل نستمع إلي صوت العقل ونضع حداً لثقافة الكراهية التي سيطرت علي حياتنا في شرقنا البائس؟ ألا نتعلم من الدول المتحضرة التي لا تعرف حب دائم ولا كراهية دائمة ولكن مصالح دائمة؟ وأقصد هنا مصالح الشعوب وليس مصالح الشيوخ... هل نتعلم الدرس من أعداء الأمس في أوروبا الذين أتحدوا في دولة واحدة تتحدي العالم بقوتها الإقتصادية والثقافية والعسكرية؟ ألا يستطيع أحد إخراس مؤججي الفتن والكراهية من الشيوخ أصحاب فتاوي التخلف والجهل والعنف والخراب؟

No comments: