Saturday, July 12, 2008

نساء طالبان في شوارع كايروستان march 2007


ه "نساء طالبان" في شوارع القاهرة! ه
معركة النقاب خرجت من الحرم الجامعي إلى الشارع السياسي

القاهرة ـ حمدي رزق

في إحدى جلسات المرافعة بمحكمة قاهرية عريقة، نودى على إحدى الدعاوى. تقدمت سيدة منقبة تثبت حضورها عن المتهم كمحامية! ارتبك القاضى، وسألها أن تكشف عن وجهها وطلب منها إبراز "كارنيه" نقابة المحامين. أبرزت المنقّبة "كارنيه" المحاماة المعتمد، غير أنها رفضت كشف النقاب عن وجهها، فما كان من القاضى إلا أن قرر حجز القضية إلى آخر الجلسة للتأكد من شخصيتها! ه
هذه ليست طرفة، بل حكاية قاهرية حقيقية شهدتها قاعة إحدى المحاكم، والقصص الشبيهة بها كثيرة جداً، تجمع بين السخرية من تفشي النقاب في الأوساط النسائية المصرية، وبين التحذير من دلالاته الاجتماعية والسياسية. المحذرون يشيرون إلى أنه ربما يكون وسيلة لارتكاب جرائم، بدءاً من جرائم صغرى كقصة فتاة إسكندرية نشرتها الصحف العام الماضي هربت مع حبيبها إلى مدينة بعيدة عن أسرتها التي كانت ترفض زواجها، ولكن الظروف اضطرتها للعودة إلى مسقط رأسها فما كان منها سوى أن ارتدت النقاب لكي لا يعرفها أحد!! وصولاً لجرائم كبرى كالحوادث الإرهابية التي ارتكبتها سيدتان منقبتان في ميدان "السيدة عائشة" شرق القاهرة العام الماضي، ثم جرائم عظمى تتم بالنقاب تصل إلى محاولة السيطرة على الشارع والرأي العام، وتوريط الدولة كلها في جدل خطر حول (الرموز الدينية) وحلالها من حرامها، أو بتعبير أدقّ محاولة وضع الدولة في موضع اختبار، وعليها أن تصدر فتوى بتحريم النقاب أو بتحليله، والعواقب وخيمة في الحالتين! ه


ولم تكن إشكالية طالبات جامعة حلوان ـ جنوب القاهرة ـ الأسبوع الماضي سوى محاولة لانتزاع هذه الفتوى، اجتازتها الدولة بذكاء.٣٥ طالبة منقبة منعهن عبد الحى عبيد، رئيس الجامعة، من سكنى مدينة الطالبات الجامعيات، مشترطاً كشف وجوههن، وكالعادة رفضن، فرفض بدوره إسكانهنّ، وقامت الدنيا ولم تقعد، واشتعلت المزايدات والمساجلات الفقهية حول رأي الدين في النقاب. والتفتت الصحافة إلى المعركة فوجدت وراءها ما هو أخطر سواء داخل جامعة حلوان أو في الجامعات الأخرى وكل الأوساط الشبابية، فثمة لافتة طويلة عريضة كانت ـ ولا تزال ـ معلقة بحرم جامعة حلوان مكتوب عليها بخط كبير مقر جماعة الأخوان المسلمين" برغم أن الجماعة محظورة قانوناً! في " هذه الجامعة وجامعات اخرى لافتات وملصقات تقول "النقاب فريضة" و"إرتدي النقاب قبل يوم الحساب"، والشوارع ـ في الأحياء المختلفة، والطبقات على أنواعها ـ تعج بالمنقبات وأعدادهن إلى إزدياد، ولا تخلو منهن عاصمة من أسوان إلى الإسكندرية بل إنهن وصلن إلى منتجع "مارينا" في الساحل الشمالي، المنتجع الذي يمثل صفوة المجتمع ونخبته و"قشدته" إن جاز التعبير! ه
ليس غريباً إذن أن يجد المصريون أنفسهم هذه الأيام منخرطين في جدل كبير حول النقاب، ومشروعيته وجذوره، ومن أتي به إلى مصر ومن يروج له، وسط مخاوف متزايدة من المثقفين المصريين من أن تتحول القاهرة إلى عاصمة (طالبانية) الأفكار.. والنساء! ه

أقرأ باقي المقال علي نوافذ
=========================================================

تحليل واف وعميق لمصابنا الجلل في عقول أهل بلدنا

No comments: