Sunday, July 13, 2008

أمتي هل لك بين الأمم، منبر للسيف أو للقلم April 2007

نشرت الأخت الفاضلة سعاد المعجل يوم الاول من يونيو مقالا هاماً حول التربية والتعليم تبين فيه سعي وزارة التربية المنهجي لتدمير التعليم الخاص.

اذا كان ما ورد في المقال صحيحا ومفاده ان وزارة التربية قامت اخيراً بإخطار المدارس الخاصة بنوعيها العربية والاهلية وذات المنهج الاجنبي بضرورة زيادة حصص التربية الاسلامية وتخصيص حصص لتحفيظ القرآن وتجويده بمختلف الصفوف الثانوية من الأول إلى الرابع الثانوي، وقد أرفقت الادارة مقترحاً لتوزيع تلك الحصص يتضمن تحديدا لزمن الحصة بحيث يكون خمساً واربعين دقيقة!!

فذلك يعني ان المدارس الخاصة ستكون مجبرة على تغيير التوزيع الزمني لحصصها ليتلاءم مع شروط وزارة التربية .. وما يؤسف له حقا هو ما جاء في اجابة وزارة التربية على سؤال حول كيفية ملاءمة تلك الحصص الاضافية مع الجدول الدراسي المزدحم أساساً، حيث كان اقتراح احد اعضاء اللجنة المختصة, الغاء حصص الموسيقى أو النشاط واستبدالها بحصص تحفيظ القرآن؟! (انتهى الاقتباس). وان صح ما ورد في المقال, فلا أقول سوى اللهم إلعن اعضاء هذه اللجنة على هذا التخلف الفكري دنيا وآخرة. لجهلهم بأهمية التعليم ولعدم حيازتهم التذوق الفني.

انا أحد الآباء الذين يدرس احد ابنائهم في مدرسة انكليزية. وقد تعمدت إدخاله هذه المدرسة وتحمل نفقاته الباهظة حتى أحمي إبني من تخلف مناهج وزارة التربية لكن من الواضح ان وزارة التربية مصممة على تدمير التعليم الخاص بشكل منهجي بعد ان فشلت في مهمة التعليم العام. ولست ممن يخافون من الدين، أو من الملتحين أو المعممين، وأرى ان الموسيقى وتنمية الذوق الفني أهم من تحفيظ القرآن ودروس الدين, وما هو موجود ا كثر من كاف، ولا أرغب في أن أهدر فلوسي على تدريس الدين، وأهل العلم كما يسمونهم غير قادرين على الاتفاق على حديث نبوي واحد (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) ولا اريد لابني ان يتلقى دروسا من جهلة يعلمونه عدم احترام المرأة وغير المسلم، ولا اريد من المتخلفين معرفياً وفكرياً من المسؤولين عن وضع المناهج غير التربوية ان يملأوا رأس ابني بالاحاديث حول الجن.

اريد من إبني ان يتعلم اللغات الاجنبية فهي خير له من اللغة العربية الميتة وان يتعلم الموسيقى ليتراكم لديه الحس والذوق الفني، وان يتعلم المزيد من العلوم الحقيقية التي ستنفعه في حياته كالكيمياء والفيزياء والتاريخ والعلوم الاجتماعية.

أريد من وزير التربية ان يكف شر مسؤوليه وتخلفهم عن إبني ليتلقى تعليما جيدا وان لا تذهب فلوسي هدراً. وبصراحة لا اريد لابني ان يجود القرآن فأنا لا اريده إماماً ولا مقرئاً في سرادق الموتى، كما لا اريد له مستقبلاً محتملاً في سلك الارهاب سواء الفكري أو المادي. أريد ابنا مسالماً محباً للناس كافة بغض النظر عن لونهم او عرقهم او دينهم. اريده ان يبني المجتمع لا ان يهدمه.

باختصار شديد، أريد ان يكون لي في المستقبل ابن افتخر بعلمه وعقله، وليس بتخلفه الفكري. لذلك ارفض هذا المنهج السخيف الذي تريد وزارة التربية فرضه على إبني، واذا كان هناك من الآباء من يريد ذلك، فليكن هذا المنهج اختيارياً، كما يجب عدم رصد درجته ضمن المعدل العام. كان في كويت التقدم القديمة زمن لا يذهب فيه الى معاهد التعليم الديني سوى الفاشل علمياً ودراسياً، لان النجاح في المعاهد الدينية ببلاش من دون جهد كما هو حال الحصول على الدرجات العالية من دون جهد في كلية الشريعة لاغراء الطلبة بالانضمام لهذه الكلية الفارغة معرفياً.

أما لهذا الجنون من آخر؟ وأما لهذا التخلف من نهاية؟ ألا يعلم هؤلاء انه من المستحيل ان تتحصل المعرفة من الدين؟

(عن جريدة "السياسة" الكويتية)

=============================================

جميع المناهج التربوية في جميع البلاد العربية تلقن الطلبة العرب, وبافتخار, أن بطل الفتوحات الأندلسية هو طارق بن زياد, ولكنها لا تخبرهم أبداً, على الطريقة العربية في إخفاء الحقائق المخزية, ماذا كان مصير هذا البطل: طارق بن زياد؟ وكيف كافأه أمير المؤمنين في ذلك الزمان على فتوحاته التي ساهمت في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية.

الكتب المدرسية العربية لا تقول للطلبة أن هذا المجاهد البطل مات معدماً بعد أن أنهكه العذاب والسجن بالقرب من أحد المساجد في الأندلس. وأما الذي قام بتعذيبه ولم يحترم كل ما قدمه من تضحيات في سبيل الدين الإسلامي, فهو الخليفة, أمير المؤمنين سليمان بن عبدالملك, الذي ساءه أن يدخل الفاتح موسى بن نصير, قائد طارق بن زياد, وطارق بن زياد نفسه, بلاد الشام قبله , فانتقم منهما أشد الانتقام. فأما موسى بن نصير فقد مات سجيناً وقد تجاوز الثمانين من العمر, وذلك بعد أن أمر الخليفة سليمان بسجنه وقتل ابنه القائد عبدالله. وأما طارق بن زياد فقد اختفت أخباره في السنة الثانية من وصوله إلى الشام, وتقول بعض الروايات إن سليمان سجن طارقاً ثم أطلق سراحه بعد ثماني سنوات, ليموت معدماً على جانب الطريق بالقرب من أحد المساجد عام 102 هجرية!

هكذا كان مصير هذا الفاتح المسلم العظيم الذي لا تزال المدارس الحكومية تلقن الطلبة خطبته الشهيرة التي لم يقلها لجنوده لأنه ببساطة كان من البربر وبالتالي لا يتقن اللغة العربية إلى الدرجة التي تمكنه من إلقاء خطبة عصماء, لا نحفظ منها سوى قوله الشهير.."أيها المسلمون: العدو أمامكم و البحر من ورائكم...", وذلك بعد أن أحرق السفن التي جاءوا بها, ليحثهم على القتال! وهذه فرية أخرى يرددها الطلبة كالببغاوات من فرط غبائهم الذي تساهم بعض الحكومات العربية في صنعه بكل إصرار, وفي المدرسة!

التاريخ العربي لدار الإسلام تاريخ مليء بالحوادث السوداء التي يتم تجاهلها حفاظاً على نصاعة هذا التاريخ غير الموثق. مما يعني باختصار أن بعض الحكومات العربية لا تتردد في الغش والكذب والخداع حين استخدام العملية التربوية.. .فهل من العجب أن يتردى التعليم في بلداننا؟


د. أحمد البغدادي - الكويت
كاتب وأستاذ جامعي ومفكر ليبرالي

(عن جريدة الإتحاد الإماراتية


No comments: