Thursday, July 17, 2008

الأخوانجية الطبعة المصرية للوهابية


أحمد صبحي منصور:
الوهابية أفظع فكر أنتجته الجزيرة العربية .. والإخوان هم الطبعة المصرية
آفاق

Tuesday, May 1, 2007

القاهرة - رويترز

في حين تعلن السعودية أن تنظيم القاعدة لايزال يمثل خطرا على أراضيها يشدد الكاتب المصري أحمد صبحي منصور على أن مصدر الخطر يكمن في جذور التيار الوهابي الذي يعتبره مرادفا للتشدد الديني.

ويرى منصور أن "خطورة" التيار الوهابي لا تقتصر على السعودية وحدها بل تمتد إلى مصر التي تعرضت إلى "غزو وهابي" يقول انه وصل بشعبها إلى مرحلة الغيبوبة بعد أن أجهض في رأيه حركة الاصلاح الديني التي بدأت منذ مطلع القرن العشرين.

ويقول منصور وهو أزهري متخصص في التاريخ إن الخطورة لا تكمن في الممارسات وحدها بل في دوافعها مضيفا أن الوهابية في أسسها النظرية وتطبيقاتها "أفظع فكر أنتجته الجزيرة العربية وطبقته على غير الوهابيين من المسلمين وغير المسلمين" بعد أن وجد له امتدادا خارج حدود الجزيرة العربية.

ويضيف أن التيار الوهابي "المتزمت" وجد في حركة الاخوان المسلمين أرضا خصبة لافكاره التي وصلت بالشعب المصري إلى "هذه الحالة من الغيبوبة" التي تهدد في رأيه الديمقراطية وحقوق الانسان وتمارس التمييز ضد غير المسلمين.

ويقول منصور إن الوهابية تمتد حاليا إلى تنظيمات علنية وسرية في كثير من الدول وإن الإخوان المسلمين "هم الطبعة المصرية من الوهابية النجدية الأعرابية" مشيرا إلى أن ابن عبد الوهاب "أفتى بكراهية الآخر... وحكم بكفر الشيعة كلها واعتبر بلادهم بلاد حرب" وأن فتاوى ابن عبد الوهاب تحولت إلى "واقع بالنار والدم" في نهاية القرن العشرين.

الإخوان صناعة وهابية

ويصف جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنها صناعة وهابية قائلا إن القيادة السعودية في عشرينيات القرن الماضي لخصت رؤيتها في "التمسك بالأيديولوجية الوهابية والتسلل بها إلى مصر لتكون مصر عمقا استراتيجيا... وكانت النتيجة نجاح (مؤسس المملكة الحالية) عبد العزيز آل سعود في تحويل التدين المصري القائم على التسامح حتى في العصور الوسطى إلى تدين وهابي متشدد في عصر حقوق الإنسان.

ويقول منصور في دراسة عنوانها (جذور الارهاب في العقيدة الوهابية) إن صاحب الدعوة الوهابية محمد بن عبد الوهاب (1703-1791) الذي يعتبره سعوديون مصلحا دينيا جعل من اتهام "المسلمين الاخرين" بالكفر مبررا دينيا للغزو والتوسع وبذلك قامت الدولة السعودية الاولى (1745-1818") التي قضى عليها محمد علي ودمر عاصمتها الدرعية بايعاز من الدولة العثمانية.

وتشغل الدراسة 49 صفحة من كتاب (أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. كما يراها مفكرون وكتاب عرب).

والكتاب الذي أصدرته دار الكرمل للنشر والتوزيع في العاصمة الاردنية عمان يقع في 203 صفحات متوسطة القطع ويضم دراسات لعدد من الكتاب العرب وأعده وقدم له أحمد أبو مطر وهو نرويجي من أصل فلسطيني.

ودرس منصور (58 عاما) في الازهر منذ المرحلة الابتدائية وبعد تخرجه عمل مدرسا لمادة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية في جامعة الازهر لكنه تعرض لمضايقات واتهامات أدت إلى فصله بتهمة ما اعتبره مخالفون انكارا للسنة النبوية. وصدرت له كتب منها (حد الردة.. دراسة أصولية تاريخية) و(الصلاة بين القران الكريم والمسلمين) و(مصر في القران الكريم) و(العقائد الدينية في مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف) و(المسلم العاصي.. هل يخرج من النار ليدخل الجنة).

تحالف ابن عبد الوهاب مع بن سعود

ويستعرض منصور الجذور التاريخية لما يراه الآن ارهابا بانتقاد دوافع المد الاسلامي بعد وفاة النبي محمد والذي نتج عنه "ما يعرف بالفتوحات الاسلامية التي تناقض الاسلام والتي اقتتل بسببها الصحابة. ونتج عن الخلاف السياسي اختلاف في التدين وانقسام المسلمين... لتبرير الاعتداء ولتسويغه باسم الاسلام افتروا حديثا نسبوه للنبي محمد يقول (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وأن محمد رسول الله) وجعلوا الاعتداء على الغير جهادا".

ويصل إلى القرن الثامن عشر قائلا إن ابن عبد الوهاب في تحالفه مع محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى أعطاه مبررا لغزو البلاد الاخرى "وقتل أهلها بعد اتهامهم بالكفر واكراههم على قبول الوهابية على أنها الاسلام... يجعل من الاخرين ومنهم الشيعة كفارا".

وينقل عن عثمان بن بشر النجدي مؤرخ الدولة السعودية الاولى ومؤلف كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) أن ابن سعود ارتكب مذبحة في كربلاء عام 1801 وسجل النجدي بفخر تلك المذبحة قائلا " أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول.. وللكافرين أمثالها".

ويقول منصور إن الشيخ محمد عبده الذي توفي عام 1905 قاد حركة للإصلاح الديني في مصر "ولم يكن يدري أن حركته سيقوم بإجهاضها تلميذه (محمد) رشيد رضا لصالح السعوديين وأيديولوجيتهم السلفية... تحول التدين السني الصوفي المصري إلى تدين سني وهابي متطرف" واصفا ما حدث بأنه غزو.

وينقل عن مذكرات الدكتور محمد حسين هيكل أنه عرف حسن البنا (1906-1949) مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 في موسم الحج عام 1936 وأنه "كان وثيق الصلة بالسعودية" مضيفا أنه كان يمسك بيد من حديد بميزانية الجماعة. كما ينقل عن شقيقه جمال البنا أنه كان يخفي مصادر التمويل عن الأعضاء الكبار في مجلس الإرشاد.

ويشير إلى أنه عن طريق الدعم المالي السعودي تمكن البنا الذي كان يعمل مدرسا من إنشاء 50 ألف شعبة للإخوان في عموم مصر وعن طريقها انتقلت الوهابية شرقا وغربا على حد قوله.

ويقول إنه بفضل النفط انتشر الفكر الوهابي "المناقض للإسلام تحت اسم الإسلام في أكبر خديعة تعرض لها المسلمون طوال تاريخهم" محملا الوهابية مسؤولية ما يصفه بتقنين العنف ونشره في العالم.

ويتهم منصور جماعة الإخوان بالتآمر على السعودية التي استضافتهم خلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قائلا إنها اشترطت عليهم ألا يمارسوا العمل السري داخلها لكنهم تخلوا عن وعدهم وأنشأوا حركة معارضة من السعوديين الذين هرب بعضهم إلى الخارج "ومن رحم تلك المعارضة السعودية خرج أسامة بن لادن أكبر إرهابي في هذا العصر."

وأعلنت السعودية الجمعة الماضي أنها أحبطت مؤامرة لمهاجمة منشات نفطية وقواعد عسكرية وشخصيات عامة في المملكة واعتقلت 172 شخصا ونقل عن الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي قوله إن اعتقال 172 من المشتبه في أنهم متشددون لم يضع نهاية للخطر المرتبط بتنظيم القاعدة في البلاد.

وقتل متشددون اسلاميون في فبراير شباط الماضي أربعة فرنسيين يعملون ويعيشون في المملكة. وقال متشددون إنهم يريدون طرد الغربيين "الكافرين" من السعودية مهد الاسلام.

ويقول مسؤولون إن حوالي 144 أجنبيا وسعوديا بينهم أفراد من قوات الامن و120 متشددا قتلوا في الهجمات والاشتباكات مع الشرطة منذ مايو ايار 2003 عندما هاجم انتحاريون من القاعدة ثلاثة مجمعات سكنية يقيم بها غربيون في الرياض.

ويرى مراقبون أن أشكال التدين الذي يعتبرونه شكليا إضافة انتشار إلى الحجاب والنقاب في مصر منذ سبعينيات القرن العشرين له صلة مباشرة بالعمالة التي عادت إلى البلاد حاملة أنماط السلوك في السعودية التي لا تسمح للنساء بكشف وجوههن في الشوارع أو قيادة السيارات.

وشهدت مصر عمليات إرهابية نفذها متشددون إسلاميون ففي عام 1992 اغتيل الكاتب فرج فودة (1946-1992) أمام منزله بالقاهرة على يد شاب أوعز إليه أن فودة مرتد. واتهم الشيخ محمد الغزالي (1917-1996) وهو يصنف ضمن تيار ما يسمى بالاعتدال الإسلامي في شهادته أمام المحكمة الكاتب القتيل بأنه مرتد في إدانة صريحة للضحية.

كما حاول شاب غير متعلم اغتيال الروائي نجيب محفوظ عام 1994 مدفوعا بفتوى أنه مرتد. ه

6 comments loast

No comments: