Sunday, April 29, 2007
نشر الفكر السلفي يبدأ من الروضة
هذا العنوان اخترته بناءً على واقع يحدث الآن في مصر، التي تحولت إلى مرتع للفكر السلفي الوهابي، الذي أصبح يصول ويجول في أنحاء البلاد، وينشر الفكر التكفيري المتطرف المتعصب. وهذا المقال يحاول إلقاء الضوء على أسلوب وسياسة هذه الجماعات، واتخاذها كل الطرق والأساليب لنشر فكرها بين الناس، ولكن هنا الطريقة فيها عبقرية شديدة، وأسلوب يدل على دراسة مقننه لهذه الجماعات وما فعلوه في مجتمعاتنا العربية لمحاولة السيطرة على عقول الناس، ومن ثم الوصول إلى السلطة بعد أن تتحول الشعوب العربية إلى قطيع يردد أفكارهم وينشر مبادئهم المنشودة، عن اقتناع تام راسخ في العقول..
إن الجماعات السلفية قاموا بإنشاء دورا للحضانة أو ما يسمى "الروضة"، وهى مؤسسات تربوية أكثر منها تعليمية، وداخل هذه المؤسسات اختاروا أعضاء هيئة التدريس فيها من أبناء هذه الجماعات السلفية... رجال من ذوي اللحية والجلباب القصيرة، ونساء ذوي النقاب والسدال الأسود -كما يسمونه، وتعد هذه المشاريع مفيدة لمؤسسيها من ناحيتين أساسيتين: الأولى ـ هي النواحي المادية، فهذه المشاريع تعتبر وظيفة بدخل معقول لمن ليس لديه أي وظيفة من الشباب والشابات... والثانية ـ من النواحي الدعوية، وهنا يكمن الخطر ـ حيث أن هؤلاء المعلمون أو المربون يتعاملون مع أطفال في سن غاية في الخطورة، لأن الطفل في هذا السن يكون عقله كالصفحة البيضاء، التي لم يرسم فيها أي شيء قط، وهنا تكون الفرصة لرسم صورة معينة مقصودة للدين والدولة معاً داخل ذاكرة هذا الطفل الذي يتعامل مع الحياة والمجتمع لأول مرة، بالتالي ترسخ في ذهنه تلك الصورة المطلوبة، التي من المستحيل أن تمحى أو تتغير، كما تقول الحكمة: «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر
إن هذا التفكير المدروس من أصحاب الفكر السلفي يوفر عليهم مجهودات كبيرة جدا في بناء دولتهم المنتظرة التي يحلمون بها...
وقد لجأت لي أختي مستغيثة مؤخراً بعدما سألتها طفلتها بعد أن صرحت بحرمة التليفزيون: لماذا لا تلبسين نقابا؟ ولماذا أبى ليس له لحية كبيرة؟ ولماذا لا يلبس جلبابا قصيراً؟...... الخ... وأسئلة كثيرة تعلمتها في الحضانة التي كنا نعتقد أنها ستعلم الطفلة القراءة والكتابة فقط فإذا بها تعلمت كيف تكفر كل شيء حولها، وكيف تريد أن تحول كل من حولها إلى النموذج الذي شاهدته في الحضانة ورسخ في ذهنها، وبالتالي سيظهر كل من حولها أنهم على الخطأ، والسؤال هنا من شقيقتي كيف أتصرف؟ بصراحة وبكل وضوح أجبتها قائلاً ـ لا ترسلي ابنتك إلى تلك الحضانة بعد اليوم لأنها الشهر القادم من الممكن أن تكفرك أنت ووالدها. هذا مثال حدث بالفعل مع طفلة في سن الخامسة وهى غاية في الذكاء والفهم شأنها شأن معظم الأطفال في هذا السن، وبالتالي يكون هؤلاء الرجال قد وضعوا حجر الأساس لجيل قد يؤثر بشكل كبير في تنفيذ مخططاتهم بعيدة المدى
هؤلاء الأطفال بعد حوالي عشرين عاما سيكونون هم آباء وأمهات لأطفال المجتمع، إذا بقى أي شيء يمكن أن نطلق عليه مجتمع أصلاً ..!! أطفالنا أمانة، وهم ثروة المستقبل، فبينما أطفال العالم يتدربون على دخول عالم ما بعد الإنترنت وثورة الاتصالات ـ نحن نـُعلم أطفالنا تحريم مشاهدة التليفزيون، لبس النقاب، إطلاق اللحية .. وللأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور ينخدعون بهؤلاء المعلمون والمعلمات، لأنهم بالطبع يتحدثون باسم الدين، والمصري بطبيعته عاطفته تغلب على عقله، كما سيطرت عليه العاطفة الساذجة من قبل في الانتخابات البرلمانية، ووقوفه بجانب أعضاء هذه الجماعات وتسبب في نجاح مائة عضو أو يزيد، دون أن يدرى ما يخبئه القدر له ولأطفاله في المستقبل. ه
آراب تايمز
رضا علي - مصر
أخصائي إجتماعي
1 comments lost
إن الجماعات السلفية قاموا بإنشاء دورا للحضانة أو ما يسمى "الروضة"، وهى مؤسسات تربوية أكثر منها تعليمية، وداخل هذه المؤسسات اختاروا أعضاء هيئة التدريس فيها من أبناء هذه الجماعات السلفية... رجال من ذوي اللحية والجلباب القصيرة، ونساء ذوي النقاب والسدال الأسود -كما يسمونه، وتعد هذه المشاريع مفيدة لمؤسسيها من ناحيتين أساسيتين: الأولى ـ هي النواحي المادية، فهذه المشاريع تعتبر وظيفة بدخل معقول لمن ليس لديه أي وظيفة من الشباب والشابات... والثانية ـ من النواحي الدعوية، وهنا يكمن الخطر ـ حيث أن هؤلاء المعلمون أو المربون يتعاملون مع أطفال في سن غاية في الخطورة، لأن الطفل في هذا السن يكون عقله كالصفحة البيضاء، التي لم يرسم فيها أي شيء قط، وهنا تكون الفرصة لرسم صورة معينة مقصودة للدين والدولة معاً داخل ذاكرة هذا الطفل الذي يتعامل مع الحياة والمجتمع لأول مرة، بالتالي ترسخ في ذهنه تلك الصورة المطلوبة، التي من المستحيل أن تمحى أو تتغير، كما تقول الحكمة: «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر
إن هذا التفكير المدروس من أصحاب الفكر السلفي يوفر عليهم مجهودات كبيرة جدا في بناء دولتهم المنتظرة التي يحلمون بها...
وقد لجأت لي أختي مستغيثة مؤخراً بعدما سألتها طفلتها بعد أن صرحت بحرمة التليفزيون: لماذا لا تلبسين نقابا؟ ولماذا أبى ليس له لحية كبيرة؟ ولماذا لا يلبس جلبابا قصيراً؟...... الخ... وأسئلة كثيرة تعلمتها في الحضانة التي كنا نعتقد أنها ستعلم الطفلة القراءة والكتابة فقط فإذا بها تعلمت كيف تكفر كل شيء حولها، وكيف تريد أن تحول كل من حولها إلى النموذج الذي شاهدته في الحضانة ورسخ في ذهنها، وبالتالي سيظهر كل من حولها أنهم على الخطأ، والسؤال هنا من شقيقتي كيف أتصرف؟ بصراحة وبكل وضوح أجبتها قائلاً ـ لا ترسلي ابنتك إلى تلك الحضانة بعد اليوم لأنها الشهر القادم من الممكن أن تكفرك أنت ووالدها. هذا مثال حدث بالفعل مع طفلة في سن الخامسة وهى غاية في الذكاء والفهم شأنها شأن معظم الأطفال في هذا السن، وبالتالي يكون هؤلاء الرجال قد وضعوا حجر الأساس لجيل قد يؤثر بشكل كبير في تنفيذ مخططاتهم بعيدة المدى
هؤلاء الأطفال بعد حوالي عشرين عاما سيكونون هم آباء وأمهات لأطفال المجتمع، إذا بقى أي شيء يمكن أن نطلق عليه مجتمع أصلاً ..!! أطفالنا أمانة، وهم ثروة المستقبل، فبينما أطفال العالم يتدربون على دخول عالم ما بعد الإنترنت وثورة الاتصالات ـ نحن نـُعلم أطفالنا تحريم مشاهدة التليفزيون، لبس النقاب، إطلاق اللحية .. وللأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور ينخدعون بهؤلاء المعلمون والمعلمات، لأنهم بالطبع يتحدثون باسم الدين، والمصري بطبيعته عاطفته تغلب على عقله، كما سيطرت عليه العاطفة الساذجة من قبل في الانتخابات البرلمانية، ووقوفه بجانب أعضاء هذه الجماعات وتسبب في نجاح مائة عضو أو يزيد، دون أن يدرى ما يخبئه القدر له ولأطفاله في المستقبل. ه
آراب تايمز
رضا علي - مصر
أخصائي إجتماعي
No comments:
Post a Comment