Thursday, April 19, 2007
الهجوم على ابي هريرة والصحابة وأزمة التيار الاصولىعظمة الاسلام تكمن فى انه دين يسر وفطرة جاء ليحرر العقل البشرى من ظلمات الجاهلية وكانت اول اية نزلت تدعوا الى القراءة وحض الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب العلم من المهد الى اللحد ولو كان هذا العلم فى الصين وكنا فى مصر نعرف وندرس ان للاسلام اركان خمس هى الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة وحج البيت وان للصلاة اوقات يجب اقامتها خلالها وبهذا اليسر والمنطق انتشر الاسلام فى العالم وخاصة بالصين حيث تم ارسال اربعة من الصحابة الى الصين لنشر الدعوة وقد زرت قبرين لاثنين منهم رضى الله عنهما فى بلدة تشونجو بالصين حيث نجحا فى نشر الاسلام بهذا الميناء التجارى التاريخى الهام باخلاقهما وتعاملهما التجارى حتى كانت اغلبية السكان بهذة المدينة من المسلمين الى ان بدآت الهجرة اليها من جميع انحاء الصين نتيجة الانتعاش الاقتصادى بها.
هذة المقدمة هامة لتوضيح ان الاسلام دين يسر وفطرة وليس الدين المعقد والصعب كما يفسره لنا ائمة التيار الاصولى الان والافكار المتشددة التى عاد الينا بها كثير من المصريين الذين كتب عليهم العمل فى منطقة الخليج نتيجة تدهور الوضع الاقتصادى بمصر واصبح للاسلام فروض جديدة يتم اثبات فرضيتها بتفسيرات غريبة لبعض الايات وببعض الاحاديث ذات الاسناد الضعيف او حتى المقطوع فى بعض الاحيان ومطلوب منا قبول هذة الاثباتات دون ادنى مناقشة او يتم اتهام من يستعمل عقله بالكفر ومنها على سبيل المثال تربية الذقن والنقاب وفرضية الصلاة فى الجامع وغيرها كثير وتحول اسلام هؤلاء الاصوليين من دين اليسر الذى كنا نعرفه الى دين عسر له مطالب كثيرة بعضها لا يتفق مع العقل او مع متطلبات الحياة الحديثة ووصل الامر من بعضهم بطلب عدم استعمال كافة المخترعات الحديثة بحجة انها بدعة.
وكان من نتائج افكار الاصوليين ظهور مبداء تقديس الصحابة ومنع مناقشة او ذكر اى من تفاصيل لحياتهم الا بما سمح الاصوليين به وتم تقديمهم لنا كقديسين وانصاف الهة لا يجب المساس بهم مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه قال بما معناه "وما انا الا يشر مثلكم يوحى اليه" وتم اخفاء كثير من التاريخ الاسلامى وخاصة الفترة التى تلت وفاة الرسول والصراع الذى قام على السلطة خلالها وانتهى باقامة الدولة الاموية بدمشق وليس بالجزيرة العربية والذى نتج عنه انتقسام المسلمين لسنة وشيعة.
والاسلام دين قوى ويناسب العقل والمنطق والمسلم لن يؤثر في ايمانه اى فعل لبشر ومع ذلك حرص الاصوليون على اخفاء كثير من الحقائق ومهاجمة اى مسلم يجروء على ذكر او محاولة البحث عنها وفى السنين الاخيرة بدآت هذة الحقائق فى الظهور وكثر البحث فى هذا المجال سواء بحسن او سؤ نية وكانت صدمة للعديد منا ظهور هذة الحقائق المذكورة فى كتب التراث والتى ان كانت معلومة فلن تؤثر ولكن اخفائها فتح باب الشك فى عقول الكثيرين وبدلا من المناقشة الجادة لهذة المعلومات وتفنيدها فوجئنا بهجوم عنيف على من يذكرها وصل الى استنجاد الازهر بالرئيس مبارك لمنع ما اسموه بالهجوم على الصحابى ابو هريرة مع كل ما حدث هو ذكر تاريخ هذا الصحابى ومناقشة العدد الغير منطقى للاحاديث التى رواها.
وبدلا من غربلة كتب التراث الاصولى بما تحملة من معلومات تجافى العقل والمنطق هرع الاصوليون الى الهجوم والتكفير وانتهوا بطلب نصرة الحكام وتكميم الافواه وهذا ان دل على شيئ فيدل على ضعف منطقهم وعجزهم علما بان ابى هريرة والصحابة بشر لهم حق الخطاء وكلنا درسنا بالمدرسة حادثة وأد ابنة الفاروق عمر ولم تؤثر فى حبنا له ولعدالته ولكن اخفاء الحقائق هو ما يسبب البلبلة خاصة اذا كان الرد على اكتشافها هو الولولة من طرف الاصوليين ومحاولة تكميم الافواه.
وقد صدمت كثيرا عند معرفة بعض المعلومات التى تم اخفائها كزواج سيف الله المسلول من زوجة احد القواد الذى كان يقاتله وقتله بالرغم من شهاداته وتم الزواج قبل مرور العدة وفعل الصحابى عمرو بن العاص المشين من كشف عورته حين هم الخليفة على بن ابى طالب بقتله عندما تقابلوا فى الحرب وامر الفاروق عمر بحرق مكتبة الاسكندرية وقصة اية الرجم التى اكلتها الدابة كأن الوحى لم يكن محفوظا لدى الكثيرين وقيام العرب بتسخين تماثيل الرمسيوم ثم صب المياة الباردة عليها لتحطيمها وغيره وكانت الصدمة اكبر من التفسيرات لهذة الاحداث التى اقل ما توصف به بالجهل والسذاحة ولن اتحدث عن صدماتى فى كثير من الفتاوى الحديثة لان ذلك يحتاج مقال اخر.
وما اود ان اقوله فى النهايه انه يجب علينا تنقية كتبنا على وجه السرعة من الكثير الموجود بها والذى يعارض العقل والمنطق والحقائق التاريخية وعدم الخوف من ذكر ما قام به الصحابة لان هذا ليس له علاقة بالايمان وعلى الاصوليين والتكفيريين العلم باننا كلنا مسلمون هدفنا المحافظة على الاسلام ونشره بالمثل والاخلاق والاقناع كما فعل الصحابة بالصين وليس بالعنف والزعيق والولولة وتكميم الافواه لاننا فى زمن العلم ونحتاج لمخاطبة عقل الانسان وليس عاطفتة وديننا قادر على ذلك. ه
توفيق راضي - مصر
عرب تايمز
قال الرسول صلى الله عليه وسلم للأعرابي المرتجف في حضرته: ((هوّن عليك ، أنا ابن امرأةٍ كانت تأكل الثريد في مكة)) ... موضحاً أنه بشر مثل باقي البشر... وبعد أربعة عشر قرن يأتي من يريد إسباغ الألوهية والقدسية والعصمة علي رجال أصابوا وأخطأوا لمجرد معاصرتهم للرسول؟
وفي كتب التاريخ الإسلامية (مروج الذهب - تاريخ اليعقوبي - صفة الصفوة - المواعظ والإعتبار - إلخ) ما يبيّن الكثير من الأفعال غير السوية وحصر للثروات المتضخمة للعديد من الصحابة من عرق ودم أهل المستعمرات بعد أن كان معروف عنهم الفقر الشديد والزهد الأشد في حياة الرسول... تجاهل التاريخ وإنكاره لن يغيره.... ه
No comments:
Post a Comment