Monday, May 7, 2007
من الملاحظ مرور مصر حاليا بازمة فى الهوية والانتماء ادت الى الانهيار الكامل على كافة الجبهات فى مصر الان وفى مقالى هذا اعرض ملاحظاتى الخاصة فى محاولة للتعرف على بعض اسباب هذة الازمة.
مرت الهوية المصرية منذ انتهاء حكم المصريين لانفسهم بانتهاء اسر الفراعنة وخاصة منذ دخول العرب لمصر بعدة فترات زمنية قويت خلال بعضها وضعفت خلال البعض وكادت تضمحل خلال البعض الاخر واعتقد ان المصريين هم الامة الوحيدة الان التى يعانى ابنائها منذ مولدهم من هجوم عنيف على هويتهم وشخصيتهم والغريب ان اغلب هذا الهجوم ياتى منهم ومن القائمين عليهم سواء من خلال الاعلام او المناهج الدراسية وعليه فالمصرى هو الوحيد الذى يتم اهانه لغته واصله اهانة منظمة ومنهجية ممولة بالضرائب التى يدفعها من اعلامه ومن مناهج دراسته. ه
فاول ما يسمعه المصرى وهو طفل ان اللغة التى يتحدث بها هى اللغة العامية اى لغة العوام وحقار القوم ولا ترقى لتكون لغة محترمة وعليه فيجب على المصرى نسيان لغته التى افضل ان اسميها المصرية او البلدى لا العامية عند بدء الدراسة حيث انه سيتعلم القراءة والكتابة ليس بلغتة ولكن بلغة اخرى تسمى اللغة العربية التى لم اقابل طيلة حياتى عربى واحد يتحدثها كلغتة اليومية وليس لدى اعتراض على تدريس اللغة العربية فهى لغة القرآن الكريم وتعمل كلغة رابطة للمسلمين جميعا ولكن دون اهمال اللغة المصرية ويظل الطفل المصرى يدرس اللغة العربية بمعدل حصة يوميا ان لم يكن اكثر مع اغفال اى ذكر للغتة التى يستعملها كل يوم.
وهناك من سيقول ان اللغة المصرية هى اللغة العربية فى الاصل بعد ان تكلمها المصريون ولكن بمقارنة اللغتين نجد ان قواعد اللغتين تختلفان اختلافا كبير وخاصة تركيب الجملة وكيفية النفى فى كلتاهما كبداية وفى الحقيقة فان اللغة المصرية اقرب كثيرا الى اللغة الارامية المندثرة من حيث القواعد وتركيب الجملة منها الى اللغة العربية بل ان كثير من التعبيرات متماثلة فى اللغتين ويظهر هذا بوضوح من متابعة فيلم الام المسيح الناطق بللغة الارامية والتى يستطيع اى مصرى متابعه اكثر من ٦٠٪ لو ركز مع الفيلم بدون قراءة الترجمة بالرغم من ان اغلب الممثلين اوروبيون يتكلمون لغة غريبة عنهم.
ومن العجيب الاصرار على ان المصريين غيروا لغتهم المكتوبة والمنطوقة بعد دخول العرب لمصر فاذا كان هذا تم لوجدنا المصريين يتحدثون العربية الفصحى او على الاقل حافظوا على قواعد اللغة العربية خاصة وتركيب جملتها فى المدن كما حدث للشعوب التى غيرت لغتها الى الانجليزية او الفرنسية فهى لم تأت بلغة جديدة محلية ولكن تحدثت بهذة اللغات وحافظت على قواعدها مع اضافة لكنة محلية لها
ومع اهمية تدريس اللغة العربية كلغة القرآن الكريم ليعرف المصرى المسلم دينه ويتمكن من قراءة وفهم القرآن بطريقة صحيحة فان تدريس لغتة الاصلية التى يتحدثها مهم ايضا فى بناء الهوية والانتماء وخاصة ان اللغة المصرية كان يتم تدريسها بفرنسا بعد الحملة الفرنسية على مصر على ايدى مصريين ذهبوا مع العائدين من الحملة لفرنسا وعلى ما اتذكر انه كان يتم تدريسها بالسربون ان لم اكن مخطئ.
وبجانب اهمال اللغة المصرية والعمل على اندثارها يأتى الهجوم العنيف على اصول المصريين واجدادهم الفراعنة والتى يوجه اليهم الاتهام دائما بالكفر والطغيان حتى انه يتم الان تصننيف المصريين الى مسلم عربى ومسيحى قبطى والمضحك ان كلمة قبطى تعنى مصرى ولا تعنى مسيحى ارثوذكس وعليه فانه اصبح من الراسخ فى كثير من عقول المصريين انه اذا كنت مسلم فانت من اصول عربية واذا كنت مسيحى فانت قبطى ومن اصول مصرية واستغل عدد من المسيحيين هذا الادعاء لمحاولة القول انهم هم المصريين الاصليين والمسلمين وافدين عليهم علما بان التاريخ يقول ان عند دخول العرب كانت نسبة المسيحيين لا تزيد عن ١٠٪ أغلبهم من اصول يونانية ورومانية وهذا واضح من اشكال اغلب المصريين المسيحيين وخاصة مسيحوا الشمال والمثير للاستغراب موضوع ان اصل المسلمين المصريين عرب لان عدد المصريين عند دخول العرب طبقا لبعض المراجع كان يتعدي ٤ مليون واكثر من ذلك بكثير فى مراجع اخرى فى حين ان الجيش العربى كان بالآلاف ١٤ الف على اقصى تقدير، عاد اغلبهم للجزيرة بعد الحرب وحتى القبائل التى جاءت الى مصر فى عام المجاعة عادت الى الجزيرة العربية بامر من الفاروق عمر.
وبالرغم من نهضة القومية المصرية وازدهارها فى مطلع القرن العشريين الذى صاحبه نهضة علمية وصناعية وثقافية وفنية ما زالت اثارها باقية الى الان حيث كان يشار الى المصريين وقتها بالامة المصرية فقد تعرضت الهوية المصرية الى ازمة عنيفة بعد انهيار الخلافة العثمانية وبدء المشروع الانجليزى الجديد للسيطرة على دول الشرق الاوسط والتى كان من نتيجتها اقامة الجامعة العربية وليس الجامعة الاسلامية كما كان يجب ان يكون مشروع التجميع ولكن هذا يحتاج الى مقال منفصل ومنذ هذة الفترة بداء الاشارة الى مصر كشعب وليس كامة والفارق كبير وظهر مصطلح الامة العربية كبديل للامة المصرية مع تصنيف المصريين كشعب فقط فى هذة الامة وبداءت محاولات تعريب مصر وضمها لهذا الكيان وبدأت نغمة الفراعنة الكفار الطغاة فى الظهور واستند بعضهم بما جاء فى القرآ الكريم عن فرعون موسى فى الهجوم على كل ما يتعلق بالفراعنة وتم اختزال كل الاسر التى حكمت مصر فى عهود الفراعنة فى هذا الفرعون الطاغية.
ومن الغريب ان هذة النغمة قامت فى نفس الوقت بتقديم العرب والعروبة كبديل للفرعونية على اساس نقاء العرب وظهور الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة منهم وراجت فكرة ان الانتساب الى العروبة تجب الفرعونية ومدعاة للفخر ونسى او تناسى هؤلاء ان العرب قبل الاسلام كانوا مشركين والشرك اشد من الكفر وكما جاء من الفراعنة فرعون موسى فقد جاء من العرب الكثير منهم ابو جهل وابو لهب كأمثلة وعلية فان من المضحك معايرة المصريين بكفر اجدادهم خاصة اذا كان اجداد من يعايروهم من المشركين.
عليه فانه يجب ان نكف عن اهانة انفسنا والمتمثلة فى اهانة لغتنا واصولنا والفخر بهما فحب بلدنا واصلنا ولغتنا والانتماء لمصر هو الطريق للخروج من الانهيار الكامل الذى تمر به مصر الان ويجب ان نتذكر دائما ان مصر مرت بفترات انهيار اسواء من ذلك بكثير ولكنها استطاعت فى كل مرة النهوض مرة اخرى فمصر دولة قادت دول المنطقة والعالم وكانت قوة عالمية ومحلية عدة مرات فى تاريخها منذ عهد الفراعنة مرورا بعهد محمد على فى العصر الحديث نسبيا والذى ارسل بعثات تعليمية الى اوروبا واستقدم الخبراء والمدرسين واقام نهضة كان من نتيجتها ان اليابان بعثت بدارسين الى مصر فى بداية نهضتها وانهى نهضة محمد علي إجتماع ٥ دول اوروبية لهزيمته واذا تم استغلال الطاقات العقلية والبشرية والثروات والامكانيات المصرية بطريقة علمية وصحيحة فان مصرستنهض ثانية و ستعود لدورها المستحق فى العالم وستنتهى ازمة الانتماء والهوية.
توفيق راضى - مصر
أراب تايمز
=========================================================
إذا لم نضع هذا الهدف نصب أعيننا فسنظل جاهلين لتاريخنا وحضارتنا وسنظل مطمع لكل حثالة البشر للسيطرنا على عقول أبنائنا... خاصة هؤلاء من يحشون عقولنا بكفر أجدادنا وهم مخترعو الأديان وطغيانهم وهم مخترعو الدولة والحكومة المنظمة... إستناداً على أساطير الأولين وادعاءات العبرانيين غيرة وحقداً من الجميع على أم الحضارات... ه
4 comments lost
No comments:
Post a Comment