Saturday, July 12, 2008

سلو المتأسلمين الكيل بمكيالين


لقد تكونت في العقود الثلاثة الأخيرة جاليات إسلامية كبيرة في الكثير من البلدان الأوروبية الغربية وبدرجة أقل في أميركا الشمالية وأستراليا. وتتكون هذه الجاليات بالدرجة الأولى من العرب والمسلمين النازحين من بلدانهم اما طلباً للرزق أو هرباً من بطش الحكومات أو الحروب الأهلية... ه



وقد إنتفعت هذه الجاليات من الحريات والإنفتاح الديني والسياسي والثقافي الذي لا وجود له في بلدانهم الأصلية فأسسوا الجوامع والمدارس والمعاهد الإسلامية والتي مولتها البلدان المضيفة في الكثير من الأحيان عملاً بمباديء حقوق الإنسان وبالخصوص بحق المواطن (بما فيه اللاجيء والوافد الأجنبي) في ممارسة شعائره الدينية وحقه في الإحتفاظ بهويته الحضارية. ه



ولم يكتف المسلمون في أن يتمتعوا بحريات لم يكونوا يحلمون بها بما فيها الحريات الدينية والسياسية أو التمتع بمستوى من المعيشة لا يحصل عليه الا النخبة في بلدانهم الأصلية بل بدأوا في محاربة القيم الأوروبية العريقة كحرية التفكير والتعبير والنشر بحجة الدفاع عن الإسلام وعن كرامة المسلمين. فلم يكفيهم أنهم أقاموا الآلاف من الجوامع في طول وعرض أوروبا حتى لم تخلو أصغر مقاطعة أوروبية مهما كانت نائية من جامع أو إثنين...... ه



ولم يكفيهم أنهم أسسوا الجمعيات الإسلامية ودور النشر والمكتبات والرابطات الإسلامية بل وحتى الجامعات الإسلامية ناهيك عن الإذاعات والفضائيات. لم يكفيهم أنهم حصلوا لأول مرة في تأريخهم على حرية دينية غير مقيدة من قبل حاكم أو مرجعية أو سلطان. لم يكفهم كل هذا فبدأوا في حملات شعواء لتكميم أفواه الأوروبيين ومحاربة حضارة الإنفتاح وحرية التفكير والتعبير والنشر أي بكلمات أخرى محاربة أسس الحضارة التنويرية الأوروبية والتي هي ذاتها التي وفرت لهم حرية التعبير وممارسة طقوسهم وشعائرهم. أي أن المسلمين الذين جاؤوا الى هذه البلدان دون دعوة أو إستئذان وتوسلوا بقوانين حقوق الإنسان وتضرعوا الى السلطات الأوروبية أن يشملوا بحق اللجوء السياسي أو الإنساني وأن يسمح لهم بالمعيشة في أوروبا لم يطول بهم الزمان حتى تخيلوا أنهم هم أهل الدار والأوروبيون ،سكان البلاد الأصليين، هم الزوار...... ه






والمثال الصارخ الآخر للممارسات الفاشستية للمسلمين هي في الإحتجاجات العنيفة والتهديد بالقتل ضد من قاموا بنشر رسوم الكاريكاتير الدانماركية وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى. وهذا دون أن يعي المسلمون في أوروبا بإن الديانة المسيحية (واليهودية) يتم نقدها وتفنيدها والتشكيك بها وبكافة مقدساتها بشكل مستمر ويتم نشر مئات الكتب النقدية لكافة الأديان كل عام دون أن يرف جفن لأي مسيحي أو يهودي...... ه



إن ظاهرة الشخصيات الإسلامية الذين يلجأون الى الغرب ويعتاشون هم وعوائلهم على المعونات الإجتماعية للبلدان الأوروبية ويستخدمون وجودهم في الغرب لأغراض التحريض على العنف والكراهية ضد غير المسلمين وبالأخص ضد سكان البلد المضيف نفسه هي ظاهرة تدعو الى التأمل وتستحق الدراسة المتعمقة. فهي مثال صارخ ومقزز على نكران الجميل في أقبح أشكاله. فهو بالضبط كحال من يعطف على شخص محتاج أو مظلوم فيدخله الى بيته ويشاركه في قوت يومه ويؤمن له الحماية من أعدائه لكن بدلاً من أن يتلقى الشكر والإمتنان على عمل الخير هذا يكتشف أن الشخص الذي قدم له المساعدة لا يضمر له الا الإزدراء والإحتقار وإنه يشتمه ليل نهار ويدعو الآخرين الى قتله. فما هي ساكولوجية أشخاص كهؤلاء وما هي طبيعة الأيديولوجية التي تشجع وتنمي بل وتمجد تصرف خسيس كهذا؟



ه........ تخيل للحظة أن مجموعة من السيخ أو البوذيين تدفقوا على بلاد الإسلام بحجة الإضطهاد في بلادهم الأصلية ثم ما أن إستقروا في بلاد الإسلام حتى بدأوا يطالبون بإن تصرف الحكومة إعانات لهم ولإطفالهم وأن يسمحوا لشبابهم دخول المدارس والجامعات مجاناً وكذلك يطالبون الدولة الإسلامية أن تسمح لهم أن يبنوا معابدهم في مراكز المدن وبمعونات حكومية وأن تقدم لإطفالهم وجبات غذائية على الطريقة السيخية (أو البوذية) وعندما لا تعجبهم السياسة الخارجية للبلد الإسلامي الذي إستقروا به ولجأوا اليه يخرجون في مظاهرات عارمة في عاصمة ذلك البلد ويشتمون رئيس الحكومة علناً وعلى رؤوس الأشهاد... ثم لنتخيل أن في معابد هؤلاء السيخ أو البوذيين رجال دين يشتمون الإسلام ليل نهار وينعتون المسلمين بأقبح النعوت و يحثون شباب طائفتهم على تفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة في وسائط النقل في عاصمة البلد المسلم الذي لجأوا إليه لأنهم غير راضين عن السياسة الخارجية لذلك البلد....... ه

د. رياض عبد - العراق
=========================================================

واحداً من أهم وأقيم ما كتب مؤخراً عن فاشية المتأسلمين........ ه
4 comments lost

التاريخ الاصلى
Monday, March 12, 2007

No comments: