Saturday, July 12, 2008

دعوة ولية ساعة عصرية Monday, March 12, 2007


مع توارد الخواطر استدعى الدعاء المبتهل على شخصى المسكين استفسارآ ساذجا يتساءل عن الموعد المحتمل للتدخل الالهى لصالح أمتنا التقية ليكسر لنا أمريكا ويقضى لنا على إسرائيل، بعد طول دعاء تجاوز الخمسين عاما. ه

وهنا تبرز ملحوظة تفرض نفسها بشدة وهو أنه كلما طال أمد ركوعنا ندعو، وكلما ارتفعت مكبرات الصوت بالدعاء لمزيد من التوصيل والاسماع والإعلان والإعلام وكلما ازداد عدد المحجبات فى بلادنا، كلما ازداد تخلفنا وضعفنا وكلما ازدادت إسرائيل قوة وكلما تضخمت قوة أمريكا وأعداء الإسلام "كما يرونهم" في مشارق الأرض ومغاربها. ه

مع توارد الخواطر لابد أن نتذكر فورا ذلك الأسبوع القومى الذى خصصه السودانيون للقنوت، للدعاء على الأمريكان بعد ضرب مصنع الشفاء بدعوة من حسن الترابي. هذا فى وقت كان حكام السودان من مؤمني الإسلام، قد تبنوا نظرية غزو العالم بالمشروع الإسلامي، وضموا فى معسكراتهم من حاول اغتيال رئيس الجمهورية، وضموا أيضا ابن لادن ورجاله، والغريب أنهم ضموا أيضا الشيوعى كارلوس، وكل آفات الأرض وواغشها. ه

ولم يأت أسبوع الدعاء على الأمريكان فى السودان سوى بسلام أمريكي فرضته أمريكا لإيقاف نزيف الدم. ورضى به أشاوس السودان رضا مهينا، وقبلوا تقسيم بلادهم وثرواتهم بديلا عن نظام علماني يحفظ للوطن وحدته وللمواطن كرامته. ه

قبلوا الانفصال ولم يقبلوا التخلى عن الحكم باسم الله. وهو الحكم المشكوك فى نسبته إلى سيد الآكوان مع ما نراه من مهانة أمام سيد الأرض. لقد رضوا ببيع الوطن حتى لا يتخلوا عن السلطان. ومع مزيد من الدعاء انهارت ليبيا تقبيلا على أيدي سادة الأرض في انحناء مذل، "فسبحان المعزل المذل" هذا ناهيك عن جلوس الحاكم الأمريكي في عاصمة الخلافة ليسمح للشعب العراقي بكل ما سبق وأن حرمه منه نظام صدام حسين الوطني..!! ه

د. سيد القمنى - مصر
باحث في علم الإجتماع الديني وفلسفة الأديان
مفكر وكاتب رائد في مكافحة التطرف الديني
4 comments lost

No comments: